2022

لم يثبت عن أحمد بن حنبل (٢٤١هـ) أنه قال: “ما أقل الفقه فِي أصحاب الحديث”

حجة من يلعبون دور رجال الدين ضد الفلسفة تذكرني ببعض منشورات مراهقي الإلحاد: بأي شيء أفادت الفلسفة البشرية، أليست مثل ذلك المنشور الذي يقول العلم اخترع الآلة البخارية فماذا اخترع البخاري!

في النقاش حول تدريس مادة الفلسفة… طرح هذه المدة نقاش حول هذا الموضوع، وتجد الهلع في العديد ممن يتكلمون باسم الدين حول هذا الموضوع، بعضه صريح يقول هذا علم لا ينفع، وسيضلون أبناءكم ونحو ذلك، طيب، هؤلاء أنفسهم ماذا يريدون؟ يقولون (كليات الشريعة) كافية، يعلمونهم الكتاب والسنة، بالمناسبة: هؤلاء أنفسهم يقولون في كليات الشريعة الشيء نفسه، إن جرى اعتماد المناهج الأشعرية مثلًا في (الإلهيات) وكانوا مخالفين لها: سيقولون يعلمونهم الكفر، يعلمون أبناءكم نفي وجود الله، وإن كانوا أشعرية سيقلبون الأمر ولا يترددون في تسمية ما يدرّسه السلفيون بالكفر، بحجة التجسيم والتبعيض إلى آخره. ...

لم أتابع ما قاله الريسوني، لكن لفتني أن العديد من الناس يمجد رجلًا حتى يجعله أعلم أهل الأرض، ثم يخسف به فيجعله أحمقهم، من باب السياسة، فكل من وافقه معذور ما دام في صفه، ويسهب في حكاية الموازنات، وقصة السيئة في بحر الحسنات، وأن الماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث، حتى إذا وصل الأمر إلى السياسة، ولمس شيئًا لا يعجبه، ويصادمه، صارت الأعذار في زحل.

بعض المتشرعين إذا استمروا في حساسيتهم المفرطة من مخالفتهم، قد يتقدمون ببلاغات للنائب العام ضد من لا يعجبه كلامهم!

كثيرًا ما يحاول العديد من المتصوفة حذف أفعال خصوم الوهابية في تعاملهم مع تلك المرحلة التاريخية، هذا مثال واحد، اعتقلوا رجلًا يدعى “أبو السعود الوهابي”، وجدوا عنده سيفًا يقال هو سيف الرسول، ولما قابله محمد علي باشا قال له: “هذا السيف الشريف أنا لا أجسر على لمسه، وأنت الذي تجاسرت على مسكه! سأضعه في عنقك ليكون قاصًا وقاطعًا لها، وهكذا وضعه في عنقه، وأرسله إلى الباب العالي، بعد أن أمر بخلع أسنانه” ...

في الفقه.. هناك مسألة فقهية وهي (هل يقضي القاضي بعلمه) يعني مثلًا القاضي رأى شخصًا يقتل، هل يحكم بعلمه؟ لا يحكم القاضي بعلمه إذ يحتاج إلى بيّنة ظاهرة، لكنه كذلك لا يحكم بخلاف علمه، فيتحول إلى شاهد عند قاضٍ آخر، لينظر الآخر في القضية ويحكم فيها. كذلك فإن القاضي لا يقبل أحكام الشاهد، مثلا الشاهد لا يقبل منه قوله فلان كافر: فهذا حكم منه عليه، بل يسأله القاضي ماذا سمعتَ أو رأيت، إذ قد يظن الشاهد ما ليس بكفرٍ كفرًا، وبهذا يلزم الشاهد بنقل ما سمعه من غيره إلى من يتحاكم إليه، بل إنَّ القاضي لا يقبل إطلاق الوصف، مثلًا سمعته يشتم الإسلام، فيسأله القاضي عن لفظه تحديدًا الذي سمعه منه، حتى يدقق بالألفاظ، فقد لا يكون شتمًا في عرف، والشاهد حمله على عرف آخر، بل قد يكون قصد ذلك الشاتم النيل من معتقد باعتباره ليس من الإسلام كما قال بعضهم: “لعن الله دينًا أنا أكبر منه”. ...

كتب المرجع الشيعي جعفر كاشف الغطاء، يصف حال نجد قبل ظهور الوهابية: “لا شك أن أهل نجد وأعرابها قبل أن تظهروا فيها أمر الصلاة والصيام، وتأمروهم بالملازمة لعبادة الملك العلّام، كانوا كالأنعام أو أضل سبيلاً، وفد رفع الله عنهم الشقاق، وحصل بينهم الاتفاق، وفرّقوا بين الحلال والحرام، وتوجهوا لأوامر الملك العلّام”. (منهاج الرشاد، ص58 .)

لطالما كانت دعاية العديد من المتصوفة، أن الوهابية قاموا على قطاع لم يكن أكثر من مطبق لمسائل جزئية خلافية، وهتفوا لسحقها، لو رجعنا إلى مصادر تاريخية بعيدة عن الوهابية والصوفية، ماذا نجد؟ إبراهيم محمد علي باشا الذي قاد الحملة على الوهابية .. “تسامح إبراهيم الديني نفسه عكّره إلحاد راسخ، ماجن، فقد كان هو نفسه وشريف باشا، وعلى إثرهما كل أكابر الأعيان المصريين تقريباً، يكنّون في نفوسهم احتقاراً شديداً للقبيلة العربية كلها، وبدوسهم على أوهامها داسوا في الوقت نفسه قوانين الإسلام الجذرية . كان إبراهيم يعب الشمبانيا علانية في دمشق وفي كل المدن سورية … نادراً ما كان يظهر في المسجد، ولم يكن في ساعات الصلاة يقوم بالوضوء الشرعي، ولم يكن يصوم رمضان، وكان المحيطون به يتباهون بتحررهم الفكري على نحو صبياني وكان الجيش خالياً من الأئمة، وإذ طبق محمد علي النظام العسكري الفرنسي بلا تبصر غاب عن أنظاره الفرق بين العناصر والأحاسيس الشعبية للقبائل الفرنسية والعربية …. أهان بلا فائدة شعور الشعب الديني نفسه، وسمح للكثير من الرحالة الأوروبيين بزيارة مسجد عمر في القدس . …. وهكذا فإن إبراهيم الذي سبقته في حملته على سورية سمعة المنتصر على طائفة الوهابيين المرتدة وحامي حمى أماكن الإسلام المقدسة من انتهاكات المنشقين والذي أحيط اسمه ببركات الحجاج على الطريق الذي فتحه من دمشق إلى مكة، شاع صيته بين الشعب في غضون عدة سنوات من حكمه في سورية بمثابة كافر، ومارق، ومتمرد على العاهل الشرعي، ورئيس الإسلام الديني.” ...

يكثر قول المتصوفة: “مدد بلا عدد” أي شيء هذا الذي يمدهم به في عمرهم وهم لهم بداية ونهاية، ولا يكون قابلًا للعد!

الحرّاس في ١٩٦٩ عثر على جثة الراهبة كاثي (٢٦) عامًا، وقد كُسرت جمجمتها، في بالتيمور في الولايات المتحدة الأمريكية، لم تتم إدانة أي شخص في هذه الجريمة، يتتبع هذا الوثائقي هذا الملف، حتى يصل إلى أسئلة عن علاقة الكنيسة الكاثوليكية بالسلطات الرسمية. كان هناك مشتبه به وهو الأب ماسكِل، تعددت البلاغات في حقّه، تهم بالاعتداءات الجنسية على الطالبات في المدرسة التابعة للمطرانية في بالتيمور، شهادات بأن ماسكل كان يقدّم الفتيات لضباط من الشرطة، لم يتم توجيه أي تهمة له، بحجة غياب الأدلة، بعد مدة تم العثور على ملفات دفنها ماسكل في مقبرة، أحد الضباط السابقين-رفض كشف هويته-شهد بأن الملفات التي عثر عليها كان فيها صور فاضحة لطالبات تعرضن للاعتداء، بعد سنوات قيل: ضاعت كل تلك الملفات، غرقت بأحد السيول! ...

جيفارا الأزهري هناك قطاع واسع من المتمسحين اليوم بعباءة الأزهر، كانوا من قبل قد لعبوا دور الثوريين الذين ينتظرون ترنّح الحكم العسكري، لعنوا مواقف علي جمعة: “اضرب بالمليان”، ثم طالت الحكاية، وترنّحت مواقفهم السابقة، فاكتشفوا القاعدة الانتهازية التاريخية: إذا شعرت بالهزيمة: فسارع بالانضمام إلى المنتصرين! أضحوا أزهريين، متمذهبين، أشعرية، حماة للتاريخ العريق: يهاجمون الدعوة الوهابية ويحاولون تجنّب الحديث عن أمراء الدرعية الذين أسسوا دولة بعقيدة تلك الدعوة، فلا قدّر الله قد يساء فهم مولانا، فيتهم بالتشكيك بسياسة الدولة مع السعودية، صاروا يحاربون الإرهاب والتطرف، ويحللون مشاكل المنطقة، ويحرصون على السلم الأهلي! واكتشفوا السبب: هو ما قيل في القرن الثامن عشر، فبدلوا شعارات إسقاط النظام، بإسقاط الوهابية دون الدولة الشقيقة. ...

في مقطع ليسري رشدي يمدح فيه نفسه، يقول: إن الله تجلى على قلبه فأطلعه على حقائق لم يسبق إليها، لم يطلع عليها في كتاب ولم يأخذها من شيخ. دع عنك غموض الطلاسم التي يعتبرها هؤلاء حقائق تبعًا لمفاهيمهم الغنوصية، والتفت إلى الزاوية التي ينظرون منها إلى الإنسان: شيء لم تنسخه من كتاب، أو تتلقنه من شيخ: إذن هو تجلٍّ إلهي على قلبك بحقائق خارقة، الإنسان لا يكتشف، لا يفكر، لا عقل له، مجرد آلة نسخ عن غيره، وعلى هذا فكل ابتكار جديد: مكاشفة إلهية، أو وحي=لو ابتعدنا عن الحياء الدوبلوماسي، فكيف وما يبتكرونه ليس سوى شطحات مملولة! ...

بعد اطلاعي على هذا الكتاب، أجد أنه غاية في الأهمية، والشكر لأخي ابي سلطان الشمري الذي تفضل بالكتاب🌹

عجائب التهويل، خوف الناشرين من ٧٠٠ سنة!! هو كان في طباعة؟ ومن هم الناشرون وقتها! خوف من سلطة المجسمة! هو من كان في السلطة أساسًا، ومات ابن تيمية في سجنه؟ اعمل تسويق لأي مصيبة لكن مع مراعاة وجود شيء اسمه جوجل، ابحث وبعدها تحذلق.

من أهم الكتب التي فلسفتْ الحرب: (عن الحرب) لكلاوزفيتز في القرن التاسع عشر، وأهم فكرة فيه أن الحرب استمرار للسياسة بوسائل عنيفة، وبالتالي أخرج الحرب من الحالة العاطفية كاعتبارها ثأرًا، إلى كونها فرعًا على المصالح السياسية للذين يشتركون فيها.

من الكتب التي أنتظر الاطلاع عليها ⏳

حين تتعامل الشعوب مع أنفسها على أنها خراف ضالة تحن لراعيها، ويجري استبدال البحث والعلم لتقدير المواقف، بالخرافة، والأشعار من هجاء إلى رثاء، لا تسل بعدها عن الكوارث! حين يرضى شعب بتدمير كامل منظومته التعليمية، التي تشكل أذهان الناس، ويرضى بعدها بقطاعات للخدمة، وشيء من الصحة، فحينها يعنيه من يعقم له أطرافه المبتورة فحسب! يعلمنا التاريخ كل حين أنه لا يعبأ بـ"الدراما"، لا مشاعر فيه، بل موازين تفرض واقعًا، وتعطي دروسًا يفهمها أولئك الذين لم يرتضوا تحريف التاريخ أبدًا لإرضاء قناعات، أو مهاجمة أخرى. ...

“شكرتُ ولاةَ سجنٍ أطلقونيوقلتُ همُ ذوو خيرٍ ودينِ وعدتُ أصبُّ فوق العقل غيظيلأن العقل أصبح كالجنونِ أإطلاقُ السجينِ يُعدُّ خيرًا***ويُنسى شرُّ إمساكِ السجينِ” (حصاد السجن، أحمد الصافي النجفي، ص٧٢.)

“لو كان كل إنسان حرًا أي: لو أمكنه أن يعمل كما يشتهي ويريد، لكان التاريخ عبارة عن سلسلة حوادث ليس لها رابط مشترك” (السلطة والحرية، ليو تولستوي، ترجمة: محمد غالي الدويري، أقلام عربية للنشر، القاهرة، ص٨٥.)