يتناسب ضخ التصوف طرديًا مع تردي الأوضاع الاقتصادية، القانون...
يتناسب ضخ التصوف طرديًا مع تردي الأوضاع الاقتصادية، القانون الإقطاعي الأشدُّ رسوخًا.
يتناسب ضخ التصوف طرديًا مع تردي الأوضاع الاقتصادية، القانون الإقطاعي الأشدُّ رسوخًا.
زملاء المهنة يحتفلون، ما علاقة الشعب؟ تتعجب من الكلام المكرر كل عام كأن شيخ الأزهر قام بما يستبعد عنه، أو يستغرب منه، إنه وباقي زملاء المهنة البابا فرنسيس وتواضروس، يتبادلون التهاني لا أكثر، في ظل وضع هجين يضمن لهؤلاء الزملاء أن يعيشوا بأموال الدولة ولن يضطروا لإعارة أسماعهم لفوائد إعداد أرجل الدجاج. الوضع الهجين المعاش أن يتم الحديث عن المواطنة وفي الوقت نفسه تبقى مؤسسات دينية رسمية تابعة للدولة، ثم يأتي من يظن أنَّ بمقدور هذه المؤسسة معارضة المشغّل! فتضطر المؤسسة الدينية لمجاراة مفهوم المواطنة بعدم التفريق على أساس الدين، رغم أنه أجنبي عنها، والجميع يعلم أنَّ أي دين سيفرق على أسس دينية، هذا ما حدث في التاريخ الإسلامي والنصراني يعني ليس سرًا ولا اكتشافًا بقطع النظر عن درجات التمييز وحدّتها. ...
في النقاش الديني مع العديد من المتصدّرين باسم النصرانية، يلاحظ أنَّ العديد من الأطراف التي يفترض أن تكون لاهوتية تقدّم حججًا (لا دينية) لا علاقة لها بالنصرانية بتاتًا، بل هي استعمل في الثورة على الكنيسة، ويأتي الذي يزعم محاماته عن الكنيسة ويقدّمها في وجه الإسلام رغم أنها حجج لا تشكّل أدنى امتداد كنسي بل على النقيض منه بشكل بيّن، تتعلق بالحداثة ومفاهيم المواطنة والحقوق والمساواة ونحو ذلك، يتم زج هذا البعد اللا ديني في النقاش الديني ويتحدثون بعدها عن حوار أديان! ...
عجلة التاريخ تمضي بلا أدنى شفقة، لا تعرف مراعاة لأحد، لن تتريث حتى يلتقط رجل أنفاسه، ليس فيها وقت مستقطع، ومن الناس من يرى أنها ظروف طوارئ، حتى لا يعتاد الوضع القائم، الجهل السائد، وهناك من يتصالح مع الظرف، يعتاد الحال، مع أنَّ العقل يرى أن وضعًا غير طبيعي لأفراد، لشعوب، يفرض عليهم ألا يعتادوه، أما أن تتصرّف بصورة عادية، تفكر بطريقة عادية، تمضي وقتك بما هو عادي، وتنتظر نتائج غير عادية! ...
ارتباك… أذكر قديمًا حين كنت أتجوّل مع بعض الأصدقاء في المكتبة حينها جاءنا (بروفيسور) في الفقه الإسلامي، وبعد السلام، سألنا ماذا تفعلون؟ تحدثنا عن الكتب، فقال أنصحكم بقراءة (شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز) وأصر على أن يكون بتحقيق الألباني، كنت قد قرأته من قبل، فقلت له: ما رأيك بمقدمته للكتاب؟ كلامه في عبد الفتاح أبو غدة مثلًا؟ احمر وجهه كأني أبديت أمرًا يحظر الحديث فيه! قال دع عنك خلاف الأقران من أهل العلم! ...
الإلف والعادة هي معوقات أمام التحديق في الحقائق، ارتبط البشر بسلوك النفرة عما يؤلمهم، ويكرهون أن يقعوا فيه، وبهذا يضحي بعدهم عما يكرهون لأنه مظنة ألم، ثم تضحي عقولهم تنفر عما يكرهونه، حتى ولو لم يتحققوا أن فيه ألمًا، هذا المعوّق النفسي، يحتاج الباحث إلى تجاوزه، بعزل نفرته، أو مودته عن نظره، وهو إن بحث بعمق لم يكد يجد لعشرات المعوقات أدلة عليها، أو أنه أخذ وقته للنظر والتأمل في الموضوع، وبهذا يتمايز البشر في قدرتهم على توسيع الاحتمالات، وخرق حجاب العادة لصالح النظر والبحث والتدقيق. ...
أحييكم جميعًا، بالنسبة للكتاب حول تاريخ علم الكلام فهو في تقدّم، والكلام فيه يطول، يؤجل حتى يتم…
من أنتم لتردوا على العلماء! حين كتب سلمان رشدي روايته (آيات شيطانية) استوحى عنوانها من رواية، تزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم مدح اللات والعزى ومناة، وتعرف تلك الرواية برواية “الغرانيق”، وكان الألباني كتب رسالة في إبطالها (نصب المجانيق) الرواية تقول: “قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ وَالنَّجْمُ فَلَمَّا بَلَغَ أَفَرَأَيْتُم اللات والعزى وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى أَلْقَى الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِهِ تِلْكَ الْغَرَانِيقُ الْعُلَى وَإِنَّ شَفَاعَتَهُنَّ لَتُرْتَجَى فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ مَا ذَكَرَ آلِهَتَنَا بِخَيْرٍ قَبْلَ الْيَوْمَ فَسَجَدَ وَسَجَدُوا” ...
نحو ضبط الدرس المعرفي منظومة القُصاص، التي يختلط فيها الجد بالهزل، بعمليات استحضار أي شيء يعن للقائل، وتطفح أشعار، وحكايات، وذكرت جدتي، وعلى ما قيل، وقد روي، أكبر معيق للمعرفة الجادة، كأن أصحابها لا يستحضرون الزمن، وضرورة إخراج مؤهلين في مدّة محددة، هذه الطريقة لم تتوقف عن الانتشار بين مدرّسين نظاميين، حتى الدراسات العليا، إلى درجة أنك لو حذفت الخروج عن الموضوع، يصبح تدريس المادة ثانويًا بجانب الهذر المطروح في الدروس. ...
أرسل لي أحد الأصدقاء مقطعًا بزعم أن فيه فائدة غير مسبوقة، كان المتحدث يذكر معنى: (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه) ويستشكل فيه أمرًا فيقول: هو أمرنا بالصلاة، فلم نحن لا نصلي؟ فلا نقول: اللهم نحن نصلي عليه، بل نقول اللهم صلِّ [أنت] عليه؟ ويزعم أننا بهذه الصيغة لم نكن حققنا أمره لنا بصلاتنا عليه، بل طلبنا أن يصلي هو عليه، قال: وذلك لأننا لا نوفيه قدْره! ولذا نطلب منه أن يصلي هو عليه!! ...
كتابة تاريخ الفرق الإسلامية بطريقة علمية ضرورة ملحّة، باعتماد الأدلة التاريخية وإقامة نسق تفسيري لمواقفها، هذه المهمة كان يفترض أن تنجز من ١٥٠ سنة، كأساس ضروري للنهضة، حتى تعتمد في أنساق التفكير اللاحقة، بعيدًا عن أدوات الإلزام والمحاججة، هي ضرورية لفهم التاريخ كما هو لا كما نحب أن يبدو، لا شك أن طرح تاريخ بهذه الصورة لن يكون محل احتفاء المؤسسات الدينية الرسمية التي حرصت على رسم صورتها وادعاءاتها لأكثر من ألف سنة. ...
تاريخ الفرق الإسلامية أثرى بمراحل من السردية التي اعتمدتها مؤسساتها، المؤسسة قالت ما تريد أن تقوله عن تاريخها، أما التاريخ نفسه فلم يعبأ بمصالحها ولا رغباتها، لذا فتاريخ الفرق قبل ٢٠٠ هـ يبقى هو الأهم، هو ما قبل الاستقرار الرسمي.
رأي مولود السريري في المذهب الحنفي: “من معالم المذهب الحنفي: الاعتماد على التأويل والعمل به بدون موجب شرعي أو عقلي على ما يظهر، وإنما أقدموا عليه لتسلم لهم أقوال أئمتهم الفقهية من السقوط لصدها ومخالفتها لتلك النصوص الشرعية التي يتأولونها، ويصرفونها عن ظاهرها. وهذا أمر عجيب إذ كيف تفسر النصوص الشرعية على مقتضى أقوال أئمتهم الفقهية وآرائهم التي لم تؤسس إلا على الظن، والواجب الذي لا يختلف فيه عاقلان هو أن تصحح آراء الأئمة على مقتضى النصوص الشرعية، إذ الأصول هي التي تصحح عليها الفروع، وليست الفروع هي التي تصحح عليها الأصول، وهذا أمر بدهي، حتى أن ذكره من الهذر، ومن نافلة الكلام. ...
فلتتحدوا لمواجهة العلمانية هذا الشعار حري به أن يُلحق بأخبار الحمقى والمغفلين، فمن هم أولئك العلمانيون عفوًا؟ جماعة علي جمعة يحاربون من؟ علي جمعة يقول بشكل واضح الدولة ليست علمانية، بل إسلامية تطبق الإسلام بمناهجها، إذن من هم هؤلاء؟ عدو وهمي؟ فزّاعة للتخويف؟ لعلهم يقصدون أربعة، نوال سعداوي، والقمني، إسلام البحيري، وخالد منتصر؟ هؤلاء بحاجة إلى برنامج كوني، ومؤسسة دينية بتكلفة ٢ مليار دولار سنويًا؟ أم إنَّ موضوع ما سمي بحرب العلمانية عنوان ضخم لفتح قناة يوتيوب، والتعليق على يوتيوبر آخر؟ مقابل أرباح إعلانية؟ فهذه التسميات الضخمة (حرب، ومعركة) إلخ وفق أي معطى؟ ...
إن ثبت عن فعل لهم أنه مستحدث قالوا: البدعة تنقسم إلى خمسة أقسام، منها مستحب، وفجأة يكون من حجتهم: أول من قال بهذا: ابن تيمية!
العديد من الذين ينتسبون إلى السلفية، تحمرّ أنوفهم من التعرّض للدارمي، لكنهم يرددون أنه كان مغاليًا في الإثبات، أو يعتبرون هذا التقييم مسألة محتملة محل اجتهاد، إذن: علامَ يزعجكم من سمى “الغلو في الإثبات”-بزعمكم-باسمه الصريح؟ أو على الأقل لمَ لا تعتبرون هذا عليه اجتهادًا كذلك، أحسب أن هؤلاء لا يعنيهم سوى أن يعتبروا منه، وتثبيت نسبتهم إليه أما ما قاله فيشتركون مع خصومه في إبطاله، بفارق اعتباره ثقة في رواية الحديث! ...
عثمان بن سعيد الدارمي (٢٨٠هـ) من أهم ما طرحه الدارمي، نفي ادعاء وجود شيء لا يقبل الحس، ولا يقصد بهذا المشاعر القلبية، بل قبوله لأن يدرك “بشيء من الحواس الخمس” [١]، فمن قال بوجود شيء “لم يدرك بشيء من هذه الحواس الخمس، إذ هو في دعواك: لا شيء” [١]، كذلك قوله: “كل حيّ متحرك لا محالة” [٢] _ [١] نقض عثمان بن سعيد، تحقيق: الشوامي، ص٤٥. [٢] نقض عثمان بن سعيد، تحقيق: الشوامي، ص٧١. ...
لم يكرر الإسلاميون الفشل السياسي؟ أول ما يلاحظ أنهم لا يتعاملون مع مفاهيم مثل المعارضة، الثورة، أو عموم الممارسة السياسية على أنها علم، بل ردات فعل تصلح لخطاب الجماهير وتوظيفيها، ورفع شعبيتهم بينها، “ترند” كما هو شأن أي صيحة على وسائل التواصل الاجتماعي، خطبة تحريضية، يكون وقودها: الأدب، الأناشيد، القصائد، كتب التصبير، بعض المسائل الفقهية، الإصدارات المرئية والمسموعة، دون التنظير السياسي. وما أن ينتهي الترند، أو ما سمي بالتعليق السياسي: وهو الأشبه بحفلة هجاء لفظية، وأحيانًا ببرامج الترفيه السياسي، وعلى رغم تضحيات الشعوب التي لا تكاد تحصى، هل يرجعون كل مدة لتقييم خطواتهم السياسية؟ تقييم للتوقيت، التحالفات، الرموز، سقف الطموح السياسي، تسمية الأخطاء، الشعارات المطروحة؟ ...
في الدعاية الأشعرية المتقدّمة. كانوا يستكثرون بغيرهم، ويدّعون موافقتهم لهم، هذه الطريقة الدعائية تظهر في عبد القاهر البغدادي (٤٢٩هـ)، كتب: “شيخ النظر وإمام الآفاق في الجدل والتحقيق أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري الذي صار شجًا في حلوق القدرية والنجارية والجهمية والجسمية والروافض والخوارج وقد ملأ الدنيا كتبه” [١]، وبعد هذا التفخيم يدعي أنَّ “جميع أهل الحديث وكل من لم يتمعزل من أهل الرأي على مذهبه” [١] ثم بدأ بتسمية أهل الحديث، فذكر: “منهم عثمان بن سعيد الدارمي الذي أخذ النحو واللغة عن ابن الأعرابي، والفقه عن البويطي، والحديث عن يحيى بن معين وعلي بن المديني وكان في كل نوع منه إمامًا” [٢] ...
هو عبد الواحد يتابع اليوم علي جمعة في رأيه في سيد قطب الذي كان يستنسخ كلماته، أم لم يكتشف قوله فيه بعد؟