المثقف إن لم يستطع أن يرفع وعي الناس، فعلى الأقل عليه ألا يس...
المثقف إن لم يستطع أن يرفع وعي الناس، فعلى الأقل عليه ألا يسهم في تضليلهم!
المثقف إن لم يستطع أن يرفع وعي الناس، فعلى الأقل عليه ألا يسهم في تضليلهم!
الكثير من الحبر الذي أسيل في تاريخ التشريع مجرد إنشاء لا تحقيق فيه، مثال ذلك قول عبد الكريم زيدان وهو عراقي معاصر، حين تعرّض لأسباب خلاف أهل الرأي من الفقهاء في الكوفة مع فقه أهل المدينة: “بساطة الحياة في المدينة وعدم تجدد الوقائع…أما الكوفة فالحياة معقدة غير بسيطة، لأن العراق بلد ذو حضارات قديمة، وتقاليد وعادات مختلفة” فهذا التعبير على وزن “تسلم يا وطن يا أبو الحضارات”! بعيد تمامًا عن تحقيق الخلاف بين أهل الكوفة والمدينة! ...
نموذج لإتقان نشر الكتب! رواية (رفيقي) لمكسيم غوركي، اعتمدت دار النشر ويكبيديا لوضع مراجعة عن المؤلف، ثم وضعت ما ترونه عن رواية (المسخ) لكافكا لا غوركي!
المهمة البحثية تتحول إلى قتال حقيقي للوصول إلى معرفة علمية بما دار في القرون الأولى، والنتائج هي ما سيحدد هويتنا، ومبحث الهوية أساس صلب لكل ما تفرع عنه ومن ذلك التصور العقدي والفكر السياسي، فإن كان لأوروبا امتداد لهويتها إلى مقالات الإغريق وتصوراتهم، فإنَّ البحث في القرون الأولى من تاريخ الإسلام هي ما سيحدد الهوية في الحالة العربية الإسلامية، هذا يفترق إلى درجة كبيرة عن حالة القومية العربية السابقة، فهي قد بدأت بمعاكسة القومية التركية المؤسسة على محاكاة للحالة أوروبية، لأهداف سياسية، فلم تقم على دراسة فاحصة لتراثنا القديم لتعرف ما تعتمد عليه منه، فتم إضفاء طابع البطولة والعروبة على أكبر قدر من جزئياته، حتى ولو لم تكن صحيحة بل مناقضة للواقع، لقد تم شحنه أيدلوجيًا باختصار، لا دراسته وفهمه، لمعرفة المنحنيات التي شكلت العقلية الإسلامية اللاحقة، ودون الدراسة التفصيلية العلمية لن نتمكن من الوقوف على عناصر القوة والضعف في المرحلة الأولى، تلك التي تمتد كثير من آثارها فتستمر في التحكم في عقلية العرب والمسلمين حتى الآن. ...
“قال أبو يوسف [١٨٢هـ]: ليس يؤخذ في الحكم في الحلال والحرام بمثل هذا: أن يقول: لم يزل الناس على هذا! فأكثر ما لم يزل الناس عليه مما لا يحل، ولا ينبغي”! (الرد على سير الأوزاعي، القاضي أبو يوسف، لجنة إحياء المعارف العثمانية، حيدر آباد/الهند، ص٧٦.)
الكتب المكونة للفكر السني، لعلي جمعة: (تلخليص ما بعد الطبيعة لأرسطو) ابن رشد [ص١٥٩]
المشاركون: -يوسف سمرين، يوسف سعادة، باسم بشينية.
لربما يتخوّف بعض القراء من أن يكون في الكتاب القادم، استهداف لبعض الأشخاص الذين يحترمونهم، لا قدّر الله! لربما لأنهم يقيسون على ذلك شيئًا سابقًا، لكن أليس عليهم أن يتعاملوا مع البشر وفق نصيحة ذلك الأديب الذي قال عليك أن تتعامل مع الإنسان كالخيّاط، تأخذ قياسه كل مرَّة، فطباع الإنسان عُرضة لأن تتغير، فقد يكون نقد الأشخاص قد خفت لصالح نقد الطوائف!
من أتفه النقاشات تلك التي تدور حول النزاع (سنرى من هو الجاهل)! فيتطاحن الفريقان لإثبات أنَّ أحدهما أقرب إلى الوصف بالعلم! رغم أنه لا ضمان في ألا يكون الطرفان عالمين. العلم له ثمرة أساسية: الكشف عن حقائق لم تكن لتعرف دونه، فمن كان عالمًا سيكشف، وهو الذي يجعل للعلم يد عليا، حتى لو لم يقر له أحدٌ بعلم، والجاهل سيبقى على ترديد ما سمعه، في إطار المحافظة على الوضع القائم، حتى ولو أقر له كثيرون بالعلم والمعرفة. ...
تراثنا على خلاف ما يُدّعى لا ينقصه المادة المكتوبة، لكنَّ اللازم هو العقل البحثي الذي يعرف التعامل مع المادة المنقولة بطريقة علمية، ما بين تثبت وتحليل وفحص وتنخيل، وفرز، وتصنيف، وإقامة تفسير للوقائع.
يمكن أن يجرى حوارٌ في أي وقت لكن ليس مع قوم محدودي الأفق، من عيّنة أولئك الذين تجد الواحد منهم يحبس نفسه سنوات دون أدنى تطور في مستواه المعرفي والبحثي، وبعد جهد يظن أنه أنتج شيئًا، ولا يخرج إلا بتسويد أوراق وصفحات دون قيمة مضافة. فمن بديهيات البحث أنه لا شيء اسمه نسخ كامل، هناك تعرّض لمسائل، والمسائل العقلية معنوية فالمهم هو معنى المسألة، فمتى نقلت نصًا في مسألة من موضع لا يلزم أن تنقل نفس المضمون في موضع آخر، مثلًا حين تكون تعرّضت لمبحث بداية علوم أولية في الإنسان؟ معنى الأولي، مكان المعرفة والمقصود بكلمة قلب عند ابن تيمية مثلًا، فأي نص تذكره من كتبه سيكون جوابه بنفس الموضوع المذكور عند النص الآخر. ...
ليست كل ثرثرة تحتمل الأخذ والرد، ولا أنشط حاليًا لتتبع كل من علّق بشيء على كتاب (نظرية ابن تيمية في المعرفة والوجود)، لكن رأيت أحدهم فرح بهذا التعليق، وفيه تمسك بحذف لمقطع من اقتباس لابن تيمية، وبدأ الكاتب يشرّق ويغرّب، لمَ حذف هذا الموضع، ولعل الباعث على هذا الحذف كذا، كأنك بحاجة إلى (لعل) هنا! ومن البديهيات أنك لما تقرأ كتابًا بالعربية فأنت تقرأه من اليمين إلى الشمال، ولما أكون في بداية الكتاب تعرّضت لهذه المسألة تحديدًا، بل نقلت فيها نصًا أصرح وأوضح، فيه بيان المقصود بالبديهيات عنده، وفيه تصريحه بنفي الواسطة، وفيه ذكر من تمسك بهذا الموضع لتفسيره بأنه بلا واسطة حس، فلما أكون قد ناقشت هذا في صفحة (٨٤) إلى (٨٧) ثم يأتيك من يفتح الكتاب من الشمال فيقول حذف موضعًا يتعلق بالبديهيات آخر الكتاب صفحة (٤٥٧) يقال له: أنت قرأت الكتاب بالمقلوب؟ فالمسألة مذكورة أول الكتاب فلم يكن من حاجة لإعادتها! ...
لا تزال كلمة الأنصاري تحتفظ بمعناها بقوّة: “العرب بين التضخّم الأيدلوجي، والبؤس المعرفي” وذلك باستماتة كبرى في المواقف على حساب المعرفة، المواقف الشديدة قد تخفي خوفًا مما تجهله فحسب، لا معارضة لما تعرفه وخبرته.
تعديل: بمناسبة البث حول “مشروع وائل حلاق”، سيكون في نفس الموعد (الثلاثاء، الساعة ١١ مساء بتوقيت القدس/ ٩ بتوقيت الجزائر) لكن على قناتي على تلغرام، لا على كلوب هاوس. رابط القناة: https://t.me/bassembech
تنتشر سطور الأدباء أكثر من المفكرين والعلماء، ليس لمجرد أنهم يعبرون عن أفكار هي أقل تعقيدًا، وأقرب إلى منال شريحة أوسع من القرّاء، بل يزيدون على ذلك بعبارات محتملة، يمكن للقراء أن يفهموها كما يشتهون، فيعبرون بها عن آمالهم ومخاوفهم، يفهمها كل واحد منهم بطريقته، ويحسب أنَّه الذي فهم المغزى وما بين السطور، إذ يقيس العبارة على أفكاره وتجاربه هو، ويقول تتكلم عني، أو عن خصمي، لذا لا عجب متى اختلفوا في تصنيفه، فهم يختلفون في أصنافهم هم أنفسهم، أما المفكر والعالم فهما أضيق على تأويل العبارة، سطورهم تقود ولا تُقاد، ولا يرضى حرفهم أن يطرب سامعيهم، ثم تكون أفكارهم وآراؤهم في مأمن. ...
إعلان عن بث: يوم الثلاثاء المقبل، على الساعة ١١ مساء بتوقيت القدس/ ٩ مساء بتوقيت الجزائر على منصة كلوب هاوس: نقاش حول “مشروع وائل حلاق”. المشاركون: باسم بشينية / يوسف سمرين / يوسف سعادة مدة اللقاء: ساعة يتبعها ثلث ساعة لسماع المداخلات والتعقيب عليها. مدة مداخلة الضيف: دقيقة.
اشتريت هذا الكتاب لأهداف بحثية، مؤلف من القرن الرابع، كتيب ١٢٠ صفحة، أول صفحة دعاء بدء الكتاب! بحق؟ وخانة: بدأت بقراءة الكتاب يوم كذا! خانة فارغة، ووضعوا ملاحظة: مدة قراءة الكتاب ساعتين وشي، خيّل إلي أنني أشتري كتاب أطفال ولم يبق إلا صور نلوّنها! المهم المحقق قال لك لم يجد في ترجمة المؤلف شيئًا ذا بال، يسكت؟ لا يجوز! قام بذكر الحالة السياسية، وكتب حول السؤال العظيم: لماذا سمي الأخ المؤلف بالحنفي، والله أعلم ظهر لأنه ينتسب لأبي حنيفة، وفتح نافورة حديث عن ضرورة التمذهب! ٢٠ صفحة مراجع، إضافة إلى ملحق في ترجمة أبي حنيفة، إضافة إلى ملحق للأسماء الواردة في الكتاب، تخيل أنت الشريحة التي سوف تقرأ الكتاب يفترض أنها لا تعرف من هو أبو حنيفة، ولا تعرف الرجوع إلى مصادر ترجمته، المحقق جعل الكتاب كمتن، وكل اسم لابد أن يضع له حاشية، مع تصحيف في بعض الأسماء، ولعله فلان! وذكر الكوثري، وقال فلان. ...
كان أوبنهايمر يملؤها ببطء!
لماذا يصعب على حاتم العوني تقديم نفسه مثل القرضاوي؟ القرضاوي ابن (الجمهورية) بأفكارها: تحديد مدة الحكم، السعي لإقناع الناس أنَّ الشريعة ليست داعمة لحكم (ثيوقراطي)، يمكن دعم التداول السلمي للسلطة، إظهار تخريجات فقهية لوجود أحزاب سياسية في الدولة، الانتخابات وتخريجها على موضوع (أقل الأضرار) و(تقبل وجود الاختلاف)، المواطنة كبديل عن اسم (أهل الذمة)، أي: جمهورية ديموقراطية، (بضوابط فقهية). فضلًا عن سعي القرضاوي لإرسال تطمين عالمي يتلخّص في أنَّ المشروع السياسي للإسلاميين وأخصّهم (الإخوان) لن يكون في خدمة (التطرّف) بل هو (وسطي) سيكون في مواجهة التيارات (العصيّة) على الانخراط فيما بشّر به، وأنَّ فقهه سيجعل من الأقليات المسلمة مصدر اندماج في الدول الغربية لا تهديد، خصوصًا بعد أحداث سبتمبر. ...
حاتم العوني مجرد مردد لكلام القرضاوي عن فقه الأقليات، كمحاولة تصوير (أهل الذمة) على أنها (مواطنة) رغم الخلاف الكبير بين الوصفين، هل رأيتم مواطنة يوصف فيها أهلها بأنهم (صاغرون)؟ كان القرضاوي قد سعى لهذا التكييف عن طريق التعليلات الحنفية، كالقول بأن الجزية بدل حماية، ونحو هذا، وكله أعاده العوني. القضايا هي نفسها مطروقة من قبل في كتب القرضاوي عن (مبادئ في الحوار والتقريب) و(فقه الأقليات) وغيرها من مسائل (فقهية) ومادتها الأصيلة كتب القرضاوي وكتبه شاهدة على هذا وتخصصه هو نفسه فقه. ...