لا يمكن الفصل في هزيمة ١٩٦٧ بين أداء عبد الناصر في الحرب، وم...
لا يمكن الفصل في هزيمة ١٩٦٧ بين أداء عبد الناصر في الحرب، وما سبق ذلك من إرسال قواته إلى اليمن، لا يمكن الفصل بينهما وتوزيع الموقف باعتبارات أخلاقية دون الربط بين الأمرين من حيث الواقع.
لا يمكن الفصل في هزيمة ١٩٦٧ بين أداء عبد الناصر في الحرب، وما سبق ذلك من إرسال قواته إلى اليمن، لا يمكن الفصل بينهما وتوزيع الموقف باعتبارات أخلاقية دون الربط بين الأمرين من حيث الواقع.
الجنرال الفقيه مع محاولات التصدُّر في الأحداث السياسية، هناك فئة لا تستساغ، وهي التي يعبِّر عنها الجنرال الفقيه الذي يظن أنَّ له سهمًا في الشق السياسي، فخرج هؤلاء (حراس الفضيلة) ليضبطوا الإيقاع، أليسوا قد دُربوا طويلًا حتى يكونوا أوصياء على ما يقوله الناس؟ فهم يحسبون أنفسهم من يحدد ما يقوله النَّاس، من حيث هل هو وقت النقاشات السنية الشيعية؟ أو إظهار الخلافات العقدية، أو ما هو مداها؟ رغم أنَّه لا يد لهم في كل المسألة، فمن المعلوم أنَّ التقارب بين بعض الفصائل الفلسطينية وإيران كان قائمًا في مختلف الأوقات، عند اشتداد النزاعات في القنوات الفضائية، وحتى عند اشتعال القتال الطائفي في العراق، فكان سليماني الذي جاب العراق وسوريا هو نفسه الذي مدَّ يده لبعض الفصائل الفلسطينية، هل كان هذا نابعًا من تقارب مذهبي بتقديركم؟ وإن كان فلا يستطيع المرء تخمين ما المجازفات التي قد تلتزمونها وأنتم تضخمون دوركم، فهل كان تابعًا لكم؟ ...
في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024.
أولئك الذين لا يملكون القدرة على التحليل السِّياسي، يمتلئون بالجبن المتصنِّع بالشجاعة، فهم الذين يجعلون كل الهزائم مؤامرات سابقة، لا أخطاء من شخصيات غير مؤهلة، لا يريدون أي نقد فلما يقولون مؤامرة يقصدون بهذا أنه لم يكن هناك خطأ ذاتي، إنما قوة خارجية أرادت ذلك، هم أنفسهم من يهللون للحماقات باندفاع منقطع النظير.
الرأي السِّياسي يوصف بالصحة أو البطلان، لا أنَّه شجاع أو جبان، فتلك يوصف بها جندي يحكمه قرار سياسي، فيقول له: قاتل أو أمسك، وعند الهيجاء يقال هذا جندي شجاع وآخر جبان، فكما قيل: الرأي قبل شجاعة الشجعان، أما أن يأتي من هو عاجز تمامًا عن الرأي، معتبرًا أنَّ رأيه الذي هو مجرد ترديد لما سمعه شجاعًا ورأي غيره جبان فهؤلاء من إفرازات محاولات الظهور والتسلُّق على وضع قائم، وهم الذين أخذوا مجدهم في المرحلة السابقة ببث حماقاتهم باسم الرأي السِّياسي، وما لهم في السياسة أو الرأي فيها ناقة ولا جمل. ...
من أتفه الشخصيات التي فرضت على الناس إعلاميًا تميم البرغوثي، المدلل الذي لا يستطيع تصوُّر مأساة تفوق الصلاة على الإسفلت، وإن تعكَّر مزاجه، يجب أن يكون لديه تغطية إعلامية لمحاولة فاشلة في الانتحار، لا يعرف سوى الهذر في الحديث عن ممكناته الذهنية فقط، وفي الإمكان الواقعي هو مجرد راقصٍ على الشرايين النازفة.
غربيون شرقيون بأزمات وجودية هناك قطاع ممن عاشوا بالغرب، درسوا فيه، ونالوا مجدهم الشخصي، وتبجحوا بنوعية شهاداتهم العليا، ثم دخلوا في أزماتهم الروحية والوجدانية، بحثًا عن تمسك بمفهوم للهوية، وقالوا إنهم متمسكون بقضايا المنطقة، مدافعون عن هويتها وهذا كله جيد، مارسوا السياسة بما يتعلق بحياتهم الشخصية، فزعوا إلى التقيِّة أحيانًا، والانغلاق الذهني لا الحس النقدي في أكثر الأحيان، وهم في رحلة الدراسة والحصول على الجنسية، والتمتع بميزات كل ذلك. لكنَّ الشيء الملاحظ أنهم أعلى الناس سقفًا في آرائهم، ويتعاملون معها كرياضيات تجريدية، دون أي مراعاة واقعية للمنطقة في تحليلاتهم وشعاراتهم، تلك التي لا يسكنونها لكنها تسكن أشعارهم، أولئك الذين يقطِّعون الآيات تقطيعًا، لا يعبؤون بسياقها، فالمهم لديهم هو سياقهم، رغم أنَّ معرفتهم الدينية تقارب الصفر، وما يزيد عنه يدخل في الجهل المركَّب، لكنَّهم يزجون تحليلاتهم بكل ما علق في أذهانهم، ويسردون ذكر المقدِّسات كأنها تنقل هلوساتهم إلى التحليل المعصوم، فيفرغون في خطاباتهم بما تكدَّس من خطابات جمَّعها لا وعيهم عن الشرق. ...
الخطاب المشيخي البائس تحول من حالة الهلوسة التي جعلته قبل سنة يصوِّر أنَّ تغيير النظام العالَمي قد انطلق مدفعه، وسيكون ذلك على كاهل بقعة لا تزيد في مشابهتها عن قرية في دولته، ثم انقلب على عقبيه ووجد أنَّ الأسهل عليه من تخطيء نفسه، ولوم جهله أن يجعل لنفسه مخرجًا بأن يصوَّرها مرة أخرى كجرعة رضى وعبرة لمن يعتبر! فأضحى يشعر نفسه وغيره بأنهم مواطنون صالحون في دول رفاه اجتماعي لما يقارن نفسه بهؤلاء الذين ضرب بسيفهم، وتغنى باسمهم وقد صار يشهد تمزق خيامهم وما تبقى من مضاربهم، فإن اشتكى من انقطاع الكهرباء تذكرهم ففرح أن وجد الكهرباء في داره لدقائق، ثم إن جاع أبناؤه اطمأنَّ بأنَّ لديه أبناءً، إن وجد التعليم سيئًا قال يا لها غبطة فغيره لم يعد لديه مدرسة ولا جامعة! ...
أين هي النخب؟ هكذا تسمع بعض الأسئلة الإنكارية، هو جاهل ويعترف بأنه جاهل، لكنَّه ينتظر النخب أن تتكلم، ولكنَّه بشرط، أن يكون هو الحكم على ما تتكلم به، فلن يقبل إلا أن تتكلم بما يرضيه، فلا تعرف لمَ هو العلم أو التعليم أصلًا إن كان الطبيب سيقول للمريض ما يعجبه، ما يحسه من نفسه، فيشخصه بناء على ما يرضيه، لا على ما يراه بعينيه، وإلا سحب المريض الاعتراف به! واتهمه بالسقوط والدناءة، هذه حال أولئك الذين يتكلمون عن النخب، لكنهم يريدون منها بيتًا حماسيًا، قصيدة من قبل البعثة لعنترة، بعض النثر الذي يجعله يشعر بأنَّ حماقته السياسية وفراغه سنينَ عمره لم يضع سدى، أما إن كان تحليلًا روعيت فيه الدقة والموضوعية، فينقلب ضد هؤلاء، ويلعنهم، ثم يعود إلى عمله اليومي وارتزاقه العادي كأنَّ شيئًا لا يعنيه. ...
” ما أجدرنا أن نستعير قول فوشيون من مجال الأخلاقيات إلى مجال الفكر : إذا ما غمرك الدهماء بالتأييد والإعجاب فتحسس أخطاءَك!". (الأورجانون الجديد، فرانسيس بيكون، ص٦٩.)
“كل موجة عارمة للثورة، بقدر ما تدفع الجماهير غير المتمرسة بعد إلى النضال، ترفع إلى القمة أبطال اللحظة، أبطالًا معمية عيونهم بتألقهم وسطوعهم الشخصي”. (حياتي، ليون تروتسكي، ترجمة: أشرف عمر، روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، ٢٠١٩، ج١، ص502.)
هيا بنا نلعن الرأسمالية! مع كل حدث يفاجئ الناس ينبعث الحنين الذي يرغب في إعادة الناس إلى مرحلة السيف والرمح والقرطاس، فيتعالى لعن الرأسمالية، تلك التي ينشر عبرها رأيه في منجز رأسمالي اسمه الإنترنت، ذلك الحنين لا يحمل سوى هموم كازينسكي الذي أراد تدمير المجتمع الصناعي، من كوخه غير المزود بالكهرباء، وقد يطرب الواحد منهم لكلاشنكوف لربما من باب إنتاجه في المرحلة الاشتراكية، لكنه يريد أن يتوقف العالم عند ذلك الحين. ...
تذكرون الضجة التي حدثت على المهرجانات في مصر، حين وقف هاني شاكر وتحدث عن انحطاط الذائقة الفنية فيها، ومع ذلك ففي كل سنة يتجدد الجدل حول المولد النبوي، مؤخرًا شيخ الأزهر قال لا تفضيل بين رسالات الله، لا أعلم إن كان يريد أن يملأ السنة كلها بالاحتفالات بأعياد ميلاد الأنبياء نبيًا نبيًا، ومع ذلك فما نشاهده من مقاطع (الاحتفال) بالمولد لا يفترق بقدر كبير عما قدَّمه بيكا ورفاقه، حتى السيوف التي ترمز في مهرجانات بيكا للبلطجة، تخرج ويلوِّح بها المحتفلون في المولد، مع هز الرأس والضجيج الموسيقي، لكن بيكا لا بواكي له. ...
الحكم العسكري فلسفة من أنت للحديث في القائد الملهم؟ هل ستعلمه ما يقول؟ ثم هو في جبهة الصراع، ومعلوم لا يفتي قاعد لواحد ثانٍ، الجبهة تتنوع بحسب الرغبة، ما بين باردة وساخنة.
“ثمَّة مثل عربي يقول: (سبق السيف العذَل)، وينطبق هذا المثل على سلوك صدام حسين خلال أزمة الخليج، عندما اختبر قواته في مواجهة العالَم بأسره، وظلَّ لعدة شهور يستحوذ على المبادرة في حرب الكلام وحرب الأعصاب، وكانت إذاعة بغداد تبدأ في الغالِب بثها بعبارات من نوع: (إنَّ رئيسنا يصنع مرة أخرى العناوين) وهكذا كان الإعلام الحكومي يقدِّم صدّام كبطل عربي أصيل وبارع في فن الخداع كما في فن البلاغة أي: القدرة الفائقة على الخطابة. ...
في ٢٠١٥ قرر البابا فرانسيس زيارة أفقر ثلاثة دول في أمريكا اللاتينية، وتصاعدت انتقادات البابا للفقر وما تفرزه الرأسمالية من تفاوت، ولما زار بوليفيا استقبله الرئيس البوليفي مورياليس وقدم له هدية متواضعة! [تمثال يسوع مصلوب على المنجل والمطرقة رمز الشيوعية] بما رسم على وجهه البابا هذه التعابير.
-كيف تعد رسالة دكتوراه؟ تمدح لجنة الإشراف والمناقشة سنوات قبلها، وتعيد ما يقولونه فيها.
أحمد سعيد وإذاعة (صوت العرب) نماذج للبروباغندا الشعبوية يا أخي
كان لفرانسيس بيكون ملاحظة قيِّمة أثرت في التفكير العلمي بعده، وهي البحث في الأدلة المخالفة للنظرية، وإلا فمن يؤمن بشيء سيرى أنَّ الواقع يؤكده بقوَّة، لأنه يهمل كل ما لا يتفق مع آرائه، يغمض عينيه أمام ما لا يريده، ولذا فإنَّ على من يريد التفكير علميًا البحث فيما يخالفه لا التوقف عند ما يوافقه.
يعيش اللواء! وتسقطُ كلُّ مؤامرة في الخفاء، فتحليله إنما من بعيد، هناك الجديد، بارتفاع الوتيرة، وصوت الجزيرة، وسط حرِّ الخيام وتحت الرُّكام، فطبخ المعارك في قِدرِ جارك، أما بدارك دار السَّلام، لا للذريعة، أو للشنيعة، يعيش اللواء.