المعايير الواحدة.
بعد معركة أحد قال أبو سفيان: يوم بيوم، أي: إنَّ هزيمة أحد بنصر بدر، لم ينازعه أحد في ذلك من المسلمين، إنما جاء إنكار عمر للمساواة الأخروية فقال له: قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، فلم تكن النتيجة التي أقر بها صف المشركين لبدر وادعاء النصر في أحد محل جدال، بل نص القرآن على ذلك: (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم).
وهو معنى أنَّ المعايير الدنيوية موحدة، لم يتم التعامل كمستثقفي الإسلاميين اليوم ربع من الكانطية، وقليل من التفكيكية، وهلاوس ما بعد الحداثة، بالحديث عن معان خاصة لهم في النصر والهزيمة، إن أحسست أنه نصر فهو ذاك بحسب إيمانك فالحقيقة ستتبع ذلك، وإن تخليت عن قناعاتك ورغباتك فأنت مهزوم كأنَّ الكون يسعى لمراضاة خاطرك!
هذا التعريف الذي يحسبه شراسة وإقدامًا يشبه في الواقع قول جماعة ما بعد الحداثة أنه لا تعريف موضوعي للرجل والمرأة بل بحسب رغبة من يعرف نفسه! وهؤلاء لمحض إيمانهم بالرب لهم معايير خاصة دون الكوكب، ويكون للواحد منهم معايير طائفية مثل إن كان محلَّ التقييم شيعي فهو مهزوم حتمًا لكن يختلف الحكم تبعًا لمذهب صاحب التجربة، فإن كان من (الإخوان) فهو منتصر حتمًا بعبقرية وإعجاز خارق.
المعايير الموضوعية واحدة حتى لو كانت على حساب أحلامك الرومنتيكية، هل هذه مادية؟ نعم فاشرق بذاك، هي معايير موحدة لا نظام فوضى الأفكار كالأحياء الشعبية، ولا طريقة تعريف ذكر لنفسه أنه امرأة أو العكس، فتوزع النصر والهزيمة ليس تابعًا لاتفاقك مع أيدلوجيا طرف، ولا رغباتك اللا محدودة.