كثير مما نسمعه اليوم من طوائف يشبه (الحريديم) في عملها، وظيفتها الترخيص للكاشير (الحلال) لا أكثر، مع تسلميها أنه لا شأن لها في القرار، هي تعطي حكمًا، لكن ليست جزءًا من المشروع ولا المنتج، قبل مدة تابعت بودكاست لأحد أعضاء تلك الطائفة وكان يقول بأنَّ جمعيته تضم نحو 60 ألف عضو، وبعد الترفيع بهم بأنهم يكشفون الدقائق، ويعلنون الحقائق، سئل عما قدموه على أرض الواقع، فقال ليس لدينا ما نقدمه سوى الفتوى! رغم أن ما يتحدثون فيه لا يحتاج إلى فتوى، فتلك ضرورات ليست ظنيات واحتمالات تحتاج إلى ترجيح، لا أحد يحتاج إلى فتوى في البديهيات! فكلامهم على هذه الشاكلة في قضايا بديهية، مما لا يقتصر على الإسلام، بل يشترك مع الآراء الأخلاقية والمواثيق الدولية، فإن كانت الثانية لا تسوى لأنها حبر على ورق، ولا تطبق في الواقع فما يقوله فضيلته مجرد إعلان عن تشغيل 60 ألف عاطل عن العمل ليكتبوا في بديهيات، وهو أمر يستحق الثرثرة لتسويغ تشغيل هذا العدد الضخم، مقابل اللا شيء، عملية بطيئة جدًا وحمل زائد على ظهر الكوكب، أنك تحتاج إلى 60 ألف عضو ليقولوا كاشير، عن مشروع قد يكون فاشلًا!