تذاع دعاية تجميلية بين الحين والآخر عن حال العرب تحت حكم الأتراك قديمًا بأنهم كانوا يحظون بحقوقهم، لولا ظهور الحركات العلمانية في تركيا، على أنَّ التاريخ يسجِّل غير هذا، ففي منتصف القرن ١٢ الهجري كتب أحد المغاربة شهادته عن تبادل للأسرى بين الإسبانيين والأتراك، فقال:
“فدى عامل الجزائر [كان حينها تابعًا للأتراك] الترك وامتنع من فداء العرب، وفدى مَن بقي عنده من النَّصارى بالمال، وردَّ المسلمين إلى الأسر ببلاد الكفرة، فانظر إلى هذا الفعل الشنيع والأمر الفظيع”، “وكيف يحلُّ له أن يفرق بين المسلمين وكلهم أخذوا تحت علمه، فيفتدي إخوانه الترك ويترك أولاد العرب على أنَّه بيده من أسارى النَّصارى ما يفتدي به أسارى المسلمين كلهم ويفضل بيده نصارى كثيرون، فآثر الدنيا وفدى النَّصارى بالمال وردَّ المسلمين إلى الأسر”
(الإكسير في فكاك الأسير، محمد بن عثمان المكناسي، ص١٦٥.)