القذافي وجمال عبد الناصر
في تسريب صوتي بتاريخ ٣-٨-١٩٧٠ دار نقاش بين معمر القذافي الذي كان له سنة في الحكم وجمال عبد الناصر الذي خرج من حرب ١٩٦٧ مثقلًا بالتجربة، وفي منصة DeepfakeTotal التي طورها معهد فراونهوفر للتحقق من الصوتيات المولدة، أكد بنسبة ساحقة أنَّ التسجيل ليس مولدًا بالذكاء الصناعي، وقد كتبت عن التسجيل جريدة الدستور.
المهم أنَّ القذافي يناقش ناصر ويقول له الاستنزاف والحشد وإلا الخيانة، ويطرح فكرته عن صراع البقاء بما يذكِّر بقول سيد قطب: فإما إلى النَّصر فوق الأنام***وإما إلى الله في الخالدين
ويجيبه عبد الناصر بأنَّ الاستنزاف يكون من طرفين، لا من طرف واحد وأنه مستعد لتحمل نسبة ١٠ مقابل واحد لا أكثر من ذلك ومن يقدم مثلنا حينها؟ ويسأله عن ضمان بقاء مليون فلسطيني في الضفة حينها لو اندلع ما يقوله القذافي، ويزايد القذافي طيلة التسجيل ويضحك، وهذا مقطع منه يمكن متابعة التسجيل على يوتيوب.
كان هذا في ١٩٧٠ بما يشبه باقي الحوارات العربية لمدة ٥٠ سنة بعدها، وبالمناسبة فإنَّ القذافي بشعاراته تلك سجل موقفًا للتاريخ عند التجربة، وذلك في ١٩٨٢، قال محمد الناطور:
“علمت من أبي عمَّار [ياسر عرفات] أنَّ معمر القذافي وعده أن يقدِّم أسلحة جديدة للثورة، وكان من هذه الأسلحة صواريخ (فروغ) بعيدة المدى، وصدَّق الأخ أبو عمار وعد القذافي وأخذ الأمر على محمل الجد، بدأ بإجراء الترتيبات اللازمة لمفاجأة العدو …وكان الأخ أبو عمار يبرق يوميًا لممثل الحركة في ليبيا لمراجعة القذافي صاحب الوعد، بأن يرسل ما وعد به، ولكنه لم يرسل شيئًا، وبقيت الناقلة تدفن في قلبها سرًا على عدم مصداقية القذافي، الذي طالبنا بالموت والانتحار دون أن يحرِّك ساكنًا”
(حركة فتح بين المقاومة والاغتيالات، محمد الناطور، الأهلية للنشر والتوزيع، عمّان-الأردن، الطبعة الأولى: ٢٠١٤، ج١، ص٥٩٦.)
ثم دعم القذافي جماعة أبي نضال (المجلس الثوري) الذين تخصصوا باغتيال مخالفيهم السياسيين، وأعطاهم مراكز في ليبيا لتصفية معارضي القذافي كما كتب عنهم باتريك سيل، وكلما يقول ناصر للقذافي تفضل في التسجيل يضحك، وحين يقول له ماذا ستعمل؟ يقول له لهذا اجتمعنا لنناقش الأمر، كأنه يقول له: قل ما شئت، سأبقى أزايد دون عمل!