كل التيارات تحوي على أعداد لا بأس بها من الانتهازيين والمطبلين والجهلة، هي ضريبة لازمة للعمل الحزبي والسِّياسي، لكن الأخطر دومًا هو جعل المواقف البشرية دينًا واجبًا على البشر جميعًا، وتربية العناصر على الطاعة العمياء بما يعطل أي قدرة على النقد حتى إنَّ كلَّ الكلمات السَّابقة عن “الزَّعيم الخالد” و"القائد المفدى" و"والد الشَّعب" تفقد بريقها أمام قولك “رجُل الرَّب”! لقد غرق الشُّيوعيون من قبل في التَّسويغ المفرط للسِّياسات الدَّاخلية تحت مصطلحات مثل “لولبية الديالكتيك”، و"الحتمية التاريخية" حتى تحوَّل قتل الآلاف إلى عبارات مثل: “التكلفة البشرية لتغيير أدوات الإنتاج”، لكنها لا شيء أمام الحديث عن “الإدارة الإلهية” وإحياء الجبرية، والصُّوفية في شق السِّياسة، فلا يملك هذا النموذج أي إمكانية للتقييم، ففي الوقت الذي يسهل فيه عليه تسجيل اعتراضاته على كل العالَم لأي موقف أو خطوة، يقف عاجزًا أمام الأداء السِّياسي لمن يسميهم (رجال الله) بجعله تابعًا للحكمة الإلهية!