تشيكوسلوفاكيا المحتلة والعملية أنثروبويد
في الحرب العالمية الثانية احتلت ألمانيا تشيكوسلوفاكيا، وصار زعيم الحكومة التشيكوسلوفاكية في المنفى إدوارد بينيس محرجًا، إذ خفتت مقاومة بلده وضعفت شيئًا فشيئًا، بما لا يتناسب مع رغبة بريطانيا وتعرض لانتقادات حادَّة لأنَّ بلده في آخر قائمة البلدان المناهضة لألمانيا.
فسعت الحكومة التشيكوسلوفاكية في المنفى إلى خطوة سياسية تمنحها الشَّرعية لتضحي عضوًا في الحلفاء، فوافقت على القيام بهجوم على الأرض لاغتيال أعلى رتبة عسكرية ألمانية في الحرب العالمية الثانية وهو راينهارد هيدريش رئيس المكتب الرئيسي لأمن الرايخ، كان ذلك بإدارة وتدريب وتخطيط بريطاني.
لقد عورضت هذه الخطوة داخل صفوف المقاومة التشيكوسلافية، وفي رسالة لهم: “إنَّ محاولة ضد هايدريتش لن تفيد الحلفاء، وعواقبها على شعبنا ستكون قاسية وموجعة أعظم مما تتخيلون” إنها “تؤثر بشدة على حياة الملايين من الناس” ووصلت رسالة إلى رئيس الحكومة في المنفى تقول: “لن يعرض ذلك رهائننا وسجنائنا السياسيين للخطر فحسب، بل سيكلف أيضا الآلاف من الأرواح الأخرى، من شأنه أن يعرض الأمة لعواقب لا مثيل لها، وفي الوقت نفسه يجرف آخر بقايا المنظمة نتيجة لذلك، سيصبح من المستحيل القيام بأي شيء مفيد للحلفاء في المستقبل”!
تم تجاهل هذه الأصوات ووقع اغتيال راينهارد هيدريش، في 27 مايو 1942، ودفع ذلك إلى ما وُصف (تسونامي انتقام) فبعدها جاء أمر بقتل 10000 تشيكوسلافاكى، عطَّل تنفيذ ذلك الحاجة لأيدٍ عاملة، لقد ألقي القبض على أكثر من 13000 شخص وحرقت قريتا ليديس وليزاكي، ودمرت مختلف جماعات المقاومة.
وصرح تشرتشل: “لم نكن نعلم أنَّ الألمان سينتقمون بهذا الشكل”، وكانت الجائزة السِّياسية لتشيكوسلوفاكيا أنها الدولة الوحيدة في أوروبا الشرقية التي تمددت بعد الحرب العالمية 1945 إن استثنينا الاتحاد السوفيتي فمنحت سوديتنلاند، وبعد هذه العملية لم يحاول الحلفاء اغتيال أي نازيين بارزين آخرين حيث أثبتت التكلفة البشرية أنها كبيرة جدًا.