أسهل ما يكون تأسيس حزب انتهازي

كل ما يلزمك الجعجعة دون طِحن، تطلق الفتيا وأنت تعلم سلفًا أنها لا يتحقق منها شيء وتختار صداها الإعلامي لا تأثيرها الواقعي ومع ذلك تدَّعي أنَّ هذه سياسة، بل لا تفكر بشيء في تنفيذها بل همُّك الترصد للرد على من اعترض عليها، وتجميل مواقفك في ظل واقع يقول بأنه لا يختلف سلوكه العملي عمن اعترض عليه.

ومن أقدم الأحزاب على هذه الشاكلة حزب التحرير منذ تأسيسه ١٩٥٣ وهو يطلق فتاواه، ومناشداته للجيوش بالتحرك، بل يستصدر ترخيصًا في بريطانيا لمسيرة تخرج وتطالب بتوحيد العالَم الإسلامي من شرقه إلى غربه وإعادة (الخلافة) لأكثر من ٧٠ سنة على هذه الشاكلة ويعتبر نفسه أنه من [العاملين المخلصين]، رغم أنَّ كل ما يقوم به فرقعة إعلامية هرائية، ولا علاقة لما يقوم به بالسياسة، بل هو مجرد هيئة دينية، على شاكلة طائفة الأميش، وانتهت خطواته السياسية الفعالة بسياسة (خالف تعرف) بالانهماك في تحديد الأهلة بالإفطار والصيام بقرار (حزبي)!

وعلى هذه الشاكلة عشرات التكتلات في العالَم العربي، مقصدهم في صراخاتهم تسجيل النقاط على منافسيهم الإعلاميين دون أن يكون حزبًا سياسيًا حقيقيًا، يطالب العالَم، ويصدر الفتاوى، ويخاطب وزارات سيادية وهو لا يقوى على مخاطبة قانون الأحوال الشخصية في بلده، كان منها كتاب لأحد المتشرعة يبحث فيه حكم استعمال أسلحة الدمار الشامل! هكذا كما قرأت، رغم أنه واقعيًا لا يملك حتى القوس النشَّاب.