بعد ١٦ يومًا من هجمات ١١-٩-٢٠٠١ أصدر يوسف القرضاوي، طه جابر العلواني، محمد سليم العوا، فهمي هويدي، طارق البشري، هيثم الخياط، فتوى تنصُّ على التالي:

“لا بأس-إن شاء الله-على العسكريين المسلمين من المشاركة في القتال في المعارك المتوقعة ضدَّ من تقرر دولتهم أنهم يمارسون الإرهاب ضدَّها”.

وهكذا لم يبق على جورج دبليو بوش سوى أن يقرر الدولة التي يود قصفها، وصرَّح فهمي هويدي حينها للـ(الشرق الأوسط) عن هذه الفتوى: “تمت ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية في أميركا وأرسلت إلى قيادة المرشدين الدينيين في الجيش الاميركي”.

وبعد أن قررت الولايات المتحدة شنَّ الحرب على أفغانستان اندفع الموقعون عن البيان من الشَّكوى للظلم الذي وقع عليهم، وسوء فهم من اعترضَ على (العلماء) فكتب فهمي هويدي:

“هذه الفتوى كانت قد صدرت قبل الحرب في ٢٧-٩ لكنها حين ترجمت ووصلت إلى أيدي كثيرين، كانت الحرب قد أعلنت، الأمر الذي فهم منه أنَّ الفتوى جاءت مؤيدة للحرب ولقتل الأفغان المسلمين، وهو أمر أبعد ما يكون عن الحقيقة”!

بعد احتلال العراق في ٢٠٠٣ أسس القرضاوي سنة ٢٠٠٤ (الاتحاد العالَمي لعلماء المسلمين)، وانصبت أعماله في الفكر السِّياسي على تجويز المشاركة البرلمانية، تأسيس مفهوم المواطنة بتخريجات فقهية، طرق التعامل مع الآخر، وأشاع عنوان (الوسطية والاعتدال) استعدادًا للقادم، في وقت اتخذت إدارة بوش قرارًا باحتواء الجماعة لفصلها عن الجماعات التي تقاتل ضدها.

في ١٥-٦-٢٠٠٦ صدر تقرير عن خدمة أبحاث الكونجرس، وأظهر أنَّ الولايات المتحدة ضغطت على الدول العربية لإشراك جماعة الإخوان في: الأردن، مصر، السلطة الفلسطينية، المغرب، كانت خطة احتواء للجماعة سبقها تمهيد وفتاوى، واحتاج القرضاوي بعد فتياه السابقة إلى (٩) سنوات، حتى يضع تعليقًا عليها في منتصف كتابه (الفتاوى الشاذة) وقال إنه حين وقَّعها لم يكن لديه “معرفة كاملة وواضحة بالواقع الأمريكي، وأنَّ من حق الجندي في الجيش أن يعتذر عن عدم مشاركته في الحرب ولا حرج عليه”!