يجب شرعًا على ترامب أن يستقيل! ستقابل فتيا مثل هذه إن صادفتها بسخرية، لكنَّ كثيرًا من المتمشيخة يتعاملون بمنطقها في مختلف القضايا السِّياسية، هناك من يزعم أنَّ ما يحدث (نازلة) فهي شيء جديد، لا أنها فصلٌ من فصول تمتد إلى قرن من الزَّمن، والمهم وسط تزاحم الأحداث أن يجد له فُرجة يعلِّق منها على (النازلة) بأيِّ فتيا، فهو لا يحسن غيرها بأنَّه يجب شرعًا أن يتحسن العالم، وأن يتحرك المسلمون وأن يصبحوا قوة عظمى ويفرغ فيها كلَّ ما يحلم به وتنتهي الفتيا بالصَّلاة والسَّلام على خير الأنام، رغم أنَّ أيَّ مُطَّلعٍ يعلم أنَّ الأصوليين قديمًا بحثوا الفرق بين القضاء والفتيا، وقالوا بأنَّ القضاء ملزم، بخلاف الفتيا، فمهما كبر المفتي فإنَّه متى أفتى الناس بأيِّ شيء فإنَّه يفقد الجانب الإلزامي لكلامه، فيستطيع المستفتي أن يذهب إلى غيره ويأخذ بكلامه، أو حتى لا يبالي! وهذا في الكلام بين المفتي والقاضي، فما بالك بالسِّياسة؟ تلك الفتاوى أقرب إلى الشِّق الدعائي لأصحابها منها إلى أيِّ أثر في الواقع.