هناك عبارة تتكرر بأنَّه في الماضي القريب لم نكن نعرف ما معنى الطوائف، ولا ما سبب خلافاتها، ولا ما تقوله كل فئة، ويعتبرون هذا إنجازًا من باب التسامح الاجتماعي، ولا تدري ما العلاقة بين الجهل وبين أي إنجاز سياسي، أو اجتماعي مهما كان، فإن كان حدث ما يستدعي الرثاء بعد تلك المرحلة التي يصورونها بالوردية حين لم تكن تستطيع معرفة مقالة فئة عن أخرى، فهو بسبب الجهل لا المعرفة، فلم يكن أبدًا حل أي مشكلة بالجهل فيها، أو إغماض العيون عنها، والجهل لا ينحصر بالسكوت عن تاريخ المنطقة وطوائفها، بل يشمل كذلك من تكلم بذلك في كثير من الأحيان وزيف الحقائق إن كان شططًا أو تفريطًا، فكل كلمة عن التاريخ هي كلمة للمستقبل، الموقف المضلل تاريخيًا هو ما يعني مستقبلًا مضللًا.