أحد سياسيي الصُّدفة يستعمل أيَّ كلام مرَّ عليه ويدخله في معجمه السِّياسي، من ذلك (عقيدة الصدمة الأمريكية)! وهو عنوان كتاب للباحثة نعوم كلاين، وصدر فيه فيلم وثائقي في 2006، شاركت فيه الباحثة، ومن بعده ذاع ذكره بين اليوتيوبرز والقنوات الإعلامية، وتم تداوله حدَّ الابتذال بقليل أو كثير من التشويه لمضامينه، الكتاب يتحدث عن آليات الإدارة الأمريكية في تطويع الاقتصاد للرأسمالية، وبهذا تسيطر على مقدرات بلاد العالم الثالث، وشواهد الكتاب كثيرة في القرن الماضي مثلًا تعارض حكومة استثمار الشركات الأمريكية في بلدها وتتبنى نظامًا اشتراكيًا، فتدعم الولايات المتحدة انقلابًا داخليًا لتمرير منع القيود على السوق، وفق رؤية فريريك هايك بعدم تدخل الدولة في وضع قيود على التجارة، مثلما حدث في تشيلي، أين هذا مما هو فيه؟ وهو يصور نفسه كأنَّ مشكلته يسارية تتعلق باعتراض على النظام العالمي في الاقتصاد، رغم أنه فاقد لرؤية محلية اقتصادية من الأساس، هذا إن كان للاقصاد وجود في موازينيه التحليلية، فذلك بعدٌ عن الروحانية وميل إلى المادية والعياذ بالله، وتحليل وفق أدبيات البناء التحتي والصراع الطبقي، بمشهد يختصر تحوَّل عناوين الكتب لملء فراغ في الحديث دون أن يكون لمضامينها أثر وفائدة على المتحدث بها.