كائن مفرط عاطفيًا
يتنافس المفكِّرون في فهم العالَم، ومعرفة العلاقات فيه، وأثر الأحداث المختلفة، وتتزاحم النظريات في التفسير والتنبؤ في مختلف المجالات، سواء في الماضي أو الحاضر والمستقبل، لتكوين تصوُّر أقرب إلى الموضوعية، ومعرفة أثر ذلك على المصلحة العامة السياسية والاجتماعية، لكنَّ طابعًا يمكن تسميته بالمفرط عاطفيًا يتفجر في السطور العربية، ويضحي السؤال عند كلِّ حدث (نفرح أو نحزن؟)، هذا هو المحيِّر عنده! وهكذا بدل الفهم أو الاقتراب منه، تضحي الكتابة التعبيرية عن انفعال عاطفي هي الأصل! بما لا مكان له في العلاقات الدولية، ولا أثر له في الحالة السياسية أو الاقتصادية بل بما يدور في خلَد المرء وجنباته، ولا تكاد تجد فرقًا بين متابعة هذا الكاتب الذي يفتش داخل نفسه على ما يرصده ويذيعه بين الناس، إن تابع سلمًا أو حربًا أو مقاطع دراما تركية!