النقد يحسنه كل أحد!

من النفور عن تسمية الأخطاء إظهار كأنَّ معرفة الخطأ سهلة متيسرة عند كل أحد، وهذا من الجناية على المعرفة، وكل متخصص في أي مجال يعلم أنَّ كشف الأخطاء ليس مما يحسنه كل أحد، بل لا يحسنه كل المتخصصين، بل ولا جمهورهم، ومن أدق العلوم الشرعية علل حديث، ولم يُذكر في هذا المجال سوى أنفار قلة في محيط من المحدِّثين، وكانت معرفة هؤلاء بعلة واحدة لحديث واحد تفوق من حيث الدقة والمؤهل أي محدث عادي على توسع روايته.

والكشف عن ثغرات في الفلسفات ليست إلا لفيلسوف، لذلك كان من مجالات الفلسفة، تلك النقدية للأفكار السابقة، فلم يكشف الجميع ثغرات فلسفة أفلاطون لكن كان بعض ذلك لأرسطو، ولا كشف الجميع أخطاء هيغل بل كان ذلك لفويرباخ، وهكذا فالثغرات الأمنية في النظم المعلوماتية لا يكشفها أي أحد، ولا كشف ثغرات إسحق نيوتن لأي فيزيائي، والنقد حركة العلوم، ولا يزال من يواسي نفسه فيقول: كشف الثغرات يعرفه كل أحد!