لماذا خلق الله الشرَّ في العالَم؟!
كغيره من عشرات الأسئلة التي ينبشها بعض من يوصفون بالدُّعاة، وبعض الحمقى من طلاب الشهرة، عن الحكمة والغاية والهدف الآخروي، تحذف عن قصد العامل البشري في الجانب السِّياسي، وتقفز رأسًا إلى التباحث عن الله، كأنهم يقولون: دعونا من نقاش الجانب السِّياسي، فنحن لا نود أن نصغي لأي كلمة في أيِّ سياسي ما دام [إسلاميًا] ولنتحدث عن الله رأسًا، فالكلام في الله أهون عليهم من الكلام فيمن يعظمونه!
يدفعون نحو نقاش الإلحاد كأنه هدية! فهو قبلة الحياة لهم، ليتحول النقاش السياسي في حدث معين، ووقت معين، إلى نقاش لا زماني ولا مكاني، نقاش عقدي في مواجهة منحلين أخلاقيًا وعقديًا، وهم في صف الأنبياء ضد خصومهم، لا في صف السياسي الذي اتخذ قرارات يمجدونها ولا يقبلون فيها أي اعتراض أو سؤال، وفي الرد يستحضرون أسماء الفلاسفة الغربيين فويرباخ، ماركس، نيتشه، كأنَّ من يناقشونهم خريجو معاهد فلسفية، وأبناء ثقافة غربية! كل نقاش سياسي يتحول إلى بحث لاهوتي هو سعي حثيث لتبرئة السياسيين.