ما يوصف بالعلمانية اليوم في المنطقة العربية صورة أخرى من عالم التفاهة، بعيدة تمامًا عن السِّياسة باعتراضات شكلية، تدور حول اللباس، والشكل، والمصافحة من عدمها، رغم أنَّ العلمانية في الأساس فكر سياسي، إلا أنَّها في الحالة العربية تسعى لمنافسة دور المشايخ بطريقة مضادة، لينطق مدَّعوها تعليقاتهم عن لقاءات دبلوماسية بطريقة نميمتهم حول الاجتماعات العائلية، منذ متى كان الغرب ينظر إلى هذا؟ إنه يبحث عن مصالحه فقط، وفي يوم ما تحالف الغرب مع ستالين، ولم يعكر تلك الجلسات طرائف ازدراء ستالين للأديان، ففي اجتماع الحلفاء في الحرب العالمية الثانية في طهران، قال تشرتشل: الله في صف الحلفاء، فلم يفوِّتها ستالين وقال: الشيطان في جانبي، إنه شيوعي جيد، يعرف تشرتشل من كان سيقابل وما هي معتقداته، زاره لمصالحه، تلك التي ارتبطت بموازين القوى في الحرب العالمية الثانية، واستمرت إلى نهايتها 1945، ثم كان تشرتشل في 1946 أول من أطلق نبوءة الحرب الباردة وتحدث عن الستار الحديدي، ضد ستالين.