في ١٩٩١ أصدر عمر عبد الحكيم كتابًا كبيرًا عن تجربة الصِّدام مع نظام حافظ الأسد، أواخر السبعينات وأوائل الثمانيات، [يمكن البحث عنه] تلك التجربة التي انتهت بمذبحة كبرى، وبعيدًا عن الشق الأيدلوجي للمؤلف، فقد وجه انتقادات صارخة لقيادات العمل في ذلك الوقت، تتعلق بالاستراتيجية والسياسة، وهم الذين انحدروا من جماعة الإخوان المسلمين، فكان مما قاله عن القائد حينها:
“آل به الأمر لقيادة وإدارة فردية شاملة كان مهيأ لها بفعل تركيبه النفسي العنيد والعاطفي وثقته الهائلة بنفسه” [ص١٨٠]، بما أدى إلى “ارتكاب أعمال غير محسوبة النتائج” [ص٣٣٠]، وهو نابع من “ضحالة الوعي السياسي” [ص٣٣٦]، أما عن التغطية الإعلامية فقال: “أُهمل الإعلام على صعيد الداخل نهائيًا، واقتصر الإعلام على نطاق الخارج ولكنه تورط في الدَّجل والكذب” [ص٣٢٨].
وكان من انتقاده “التورط في شكل من أشكال حرب العصابات طويلة الأمد لا تناسب البلد” [ص٣٣٩] ليختصر حديثه بقوله: “كان فشل الشيخ ذريعًا عندما لبس بدلة الجنرال” [ص٣٤٦]، أما عن القيادة السياسية فقد “كانت جل أعمالهم السياسية ذات طابع تكتيكي أديرت من قبل الشيوخ بلا مبالاة عجيبة” [ص٤٠٣].