ضيقو الأفُق لا يستوعبون ما يجري!
الحالة السِّياسية لا تزال تدفع ثمن قراءة كارثية، فقبل عامين اعتبر إنجازًا استراتيجيًا لمن جعله إعلام الترند (الزعيم الملهم) حين دفع نحو مصالحة نظام الأسد، وخرج يهتف بإنجازه الضخم: (نصالح سوريا الأسد) معوِّلًا على جيش نظامه، على اعتبار أنهم مقصودون في حديث جند الشام، وكانت البيانات الرسمية تتحدث عن (خطأ فردي) تسبب بالقطيعة السابقة، كانوا يفخرون بخطوة مع نظام ميت سريريًا فماذا سيقولون اليوم عن (الخطيئة الجماعية) لحزبهم؟
ثم جاءت البيانات الأولى تخاطب الشعب لأي سبب ينبغي أن يدفع أثمانًا كارثية، بأنَّ زمن استهداف دمشق (الأسد) ولَّى إلى غير رجعة، ثم ولَّى نظام الأسد نفسه، لقد تم التعويل على ما سمي (محورًا) الذي لم يستطع أن يمد يده لإنقاذ نظام انتسب إليه، وانسحب هو ومختلف فئاته التي احتلت (ترند) عام كامل.
وجرَّ التقارب الاستراتيجي المذكور إخراس كل صوت يخالف صوتهم، فلم يكن غريبًا أن يتعرض مواطن للضرب لأنَّه مزق صورة لسليماني، أو وصف أي مخالف بالخيانة والعمالة، العبقرية الاستراتيجية لم تبقِ على شيء فيما سمي المحور، ولا وحدة إعلامية وهمية، ثم بقيتم أسياد (الإعلام) دون التفات لكارثة هائلة لتلك السياسة سواء الخارجية أو الداخلية.
لقد وجد بعض الفنانين في أنفسهم شجاعة الاعتذار عن مواقفهم السابقة، لكن في حالتكم لن يوجد هذا، ستبقون على التصفيق لسياستكم التي لم تبخلوا عليها يومًا بأوصاف الربانية، حتى تضمنوا مقاعد في الجحيم لمن يخالفها، لقد ضللتم أنفسكم وأتباعكم مرارًا ولا تزال العنجهية سيدة الموقف.