ملاحظات سياسية سريعة:

١-الحروب لا تحسم مسألة الحق، فقد يُهزم محق، وقد ينتصر مبطل.

٢-عدالة قضية لا يعطيها وضعية أفضل سياسيًا وعسكريًا، سؤال الحق يختلف عن الوجود.

٣-الحديث عن الفكر السياسي، لا يعوِّضه الكلام في مسألة الحق، كثيرون يفكرون كقانونيين لا سياسيين، لذلك يعترضون على أي تحليل من باب انحيازهم لقضية، وسوق شواهد عدالتها، وهو باب منفصل عن بحث الجدوى، التحليل السياسي تشخيص حالة موضوعية، لا يتحسن وضع مريض لمجرد محبتك له ولا يحق تزييف حالته بحجة تطييب خاطره، ولو كانت السياسة مسألة قانونية محضة لحلت مشكلاتها في المحاكم واستئنافها.

٤-خوض الحرب يكون لاعتبارات سياسية، من يخوضونها باعتبارات عسكرية صرفة يسحقون.

٥-الفكر السياسي يتم تطويره بما يشمل وعي الأفراد، لا يعبَّر عنه ببيانات برَّاقة وعلى الأرض ما يناقضها تمامًا.

٦-ما يزرع في أوقات السلم، هو ما يُحصد في أوقات الحروب.

٧-الشأن العام تدخل في حياة الأفراد، الشخصيات العامة يجب أن يشجَّع الحديث فيما تقدمه وتقييمها ونقدها، كل هالة حولها تضعف الموقف.

٨-النقاش السياسي يشتد في أوقات الأزمات، أخذًا وردًا، عكس ما يقال كل حين في المنطقة بأنَّ أحاديث السياسة تؤجل ما بعد الأزمة، الحديث ما بعد الأزمة هو حديث تاريخي لا سياسي.

٩-السلطات الشعبية التي ترفض الإصغاء لما يخالف أهواءها هي في الواقع لا تقدِّر قيمة الكلمة كناقل للحقيقة، وبالتالي تقمع ما لا خسارة في سماعه، وتفويته هو المضرُّ.

١٠-الإدراك المتأخر في السياسة يساوي عدم الإدراك، لضرورة الإدراك الحيني.