كان بإمكانه أن يصور مؤهلاته الجامعية وينشرها فينهي «الترند» قبل أن يبدأ، إلا أنه آثر أن يسجل مقطعا مع غلاميه مدته ما يقارب الـ ٣٠ دقيقة ليرفعه أحد الخليّن ومن ثم قناة على التلغرام من المعجبين المراهقين الذين ينعتوه بالـ savant؛ فلا أدري هل قصدوا بذلك أنه موهوب أم أنه يعاني من متلازمة الموهوب Savant syndrome، وهي أن يمتلك الأشخاص الذين يعانون من إعاقات ذهنية متقدمة، بما في ذلك اضطراب التوحد، قدرة استثنائية في مجال معين.. فإن عنوا بذلك الثاني فلا أجد نفسي إلا مضطرا لموافقتهم! إذ هو موهوب في حشو الكلام وإطالته، أما في باقي المجالات فهو…
كان المقطع خاليا من أي رد حقيقي؛ فقد قال أن بعض الكورسات ليست مجانية بل مدفوعة (وأنا لم أزعم أن كل الدورات كانت مجانية)، وقال أنها مفيدة (مع أني لم أثبت أو أنكر فائدة لها)، وادعى أنها صعبة عسيرة لا يقدر كل أحد على إنجازها (أما سهولتها أو صعوبتها فأمر لم أذكره، وهو في ذاته أمر نسبي، أما ما قلته فهو أن أي أحد بإمكانه التقديم لها بغض النظر عن مؤهلاته، وبالتالي فإجتيازها لا يعتبر مؤهلا للعمل بها)؛ فلا أدري على من كان يرد وقد كانت مقطفات من المنشور تلقى على مسمعيه؟!
ومن المضحك أنه وصف أحد الكورسات في مرض الفصام Schizophrenia بأنه “يصلح لأن يكون Training شامل وكامل”، فيا سلام! ولماذا يتعب علماء النفس والأعصاب وأطباء النفس أنفسهم بالتدريب في المستشفيات والمراكز! قد حلها المرزوقي بكورس عن طريق الانترنت! 🌹
غير أنه لم يكتف بالرد على ما لم يُذكَر، بل كما هي عادته لم يتاونى في الإغراق في مدح نفسه، فها هو النابغة قد ادعى أنه ختم دورة من ستة شهور في ستة أيام وصرح بأنه حصل على ما يقارب الألف شهادة في مدة لا تتجاوز السنتين! وليت شعري أليس هذا في ذاته قدحا بتلك الدورات؟ أم أن البلادة قد أعمته فذم نفسه حيث أراد مدحها، حاله كحال معجبيه أصحاب قناة التلغرام!
إلا أن مديح النفس لا يعرف حدا عنده، فلم يكتف بأن يكون فيلسوفا فقيها وعالما سياسيا وخبيرا عسكريا ورياضيا وموسيقارا ومعالجا نفسيا وخبيرا بالجنس، كلا! لا بد من أن يكون كذلك شهيدا! فقد قدم التضحية الكبرى في سبيل غزة، ألا وهي حسابه على الفيسبوك! ستتذكر الأجيال اللاحقة ذلك القربان، ستلقى فيه الأشعار، وستبنى له النصب، سيتسامر الخلان فيما بينهم مستحضرين ذلك الفداء! ستضرب ببذله الأمثال فيقال: «ضحى كما ضحى مرزوقي!».. فهل سيرضي ذلك نرجسيته، أشك!
ثم ذكر أحد غلاميه أني «علماني» وأني قد صرحت بذلك؛ ولا أذكر أني وصفت نفسي بذلك مرة! أم أنه أخذ علم النفس عن أستاذه فعرف ما يجول في خاطري؟ على العموم، قد طار المرزوقي بذلك فرحا؛ فوجد ذريعة لتكفير منتقده إذ كان يرمي العلمانيين من قبل بالكفر: ألم يذكر في أحد منشوراته أن «تقسيم الكفر والإيمان .. " الإسلامي والعلماني " = تقسيم كلّيّ يقينيّ قطعيّ»؟
ذلك العلامة الذي لاحظ والده منذ طفولته أنه يتمتع “بذكاء عالٍ مقارنة بأقرانه أو حتى البالغين”، وأنه “يقوم بأشياء تنم عن الذكاء” [كما وصف نفسه في لينكد إن]، ذلك الذي لم يترك علما إلا وخاض به، ولا فنا إلا تبحر فيه.. لن يسامحني على ما ذكرته في منشوري!! فيا لها من بجاحة! بعد هذا كله صرتُ المطالَب برجاء السماح!