“قال مؤلفه رحمه الله تعالى: ذاكرتُ يومًا بغزوة، صاحب الجيش أبا المظفر نصر بن ناصر بن الحبوب بن أبي حفصة للمأمون مديحًا فيه من قصيدة له:
تشاغلَ الناسُ بالدنيا وزِبرِجها***وأنتَ بالدين عن دنياكَ مشتغلُ
فقال له المأمون: ويحك! ما زدتَ على أن جعلتني عجوزًا في محرابها معها سُبحتها، هلَّا قلتَ كما قال جرير في عمر بن عبد العزيز بن مروان رحمه الله تعالى:
فلا هو في الدنيا مُضِيعُ نصيبَه***ولا عَرَضُ الدنيا عن الدينِ شاغلُه
وهذا والله القول الفصل، والكلام الجزل”
(مرآة المروءات، عبد الملك بن محمد الثعالبي، تحقيق: محمد خير رمضان يوسف، دار ابن حزم، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى: ١٤٢٥هـ-٢٠٠٤م، ص١٧.)