الحروب تفرز نتائجها ليس على صعيد الواقع فحسب، بل في الأفكار والمناهج، فلم يكن غريبًا أن تصدرت الشيوعية أمام الجوع الذي استشرى في روسيا آل رومانوف في الحرب العالمية الأولى، وانبعثت القومية المتطرفة في ألمانيا بعد اتفاقية فرساي والكساد الكبير في ألمانيا، أطيح بالأنظمة الملكية بعد الحرب العالمية الأولى، وتشكل نظام دولي بعد الثانية، وانبعثت القومية العربية الاشتراكية بعد حرب ١٩٤٨، ثم التيارات الإسلامية بعد هزيمة ١٩٦٧، فالحروب تسقط مناهج وأفكارًا كما تطيح بالمباني والبشر.