تعرية الواقع جزء لا يتجزء من عمل المثقفين، بل ورسالة الفن، لا الترقيع، وهنا يبدأ صوت المتذمرين بأنَّ النقد يحسنه كل أحد، والدور على الحلول المطروحة، والبائس الذي يردد هذا يعتبر نفسه مؤهلًا لتلقي الحلول، متغافلًا عن سنوات عمره التي جمَّعت فيه كل معيقات الوعي السياسي من الأصل، وأنه ما دام ينفر عن فكرة النقد فهو بالضرورة ينفر عن أي مرونة تتعلق بدراسة الجدوى، والموازنة العقلية، والنقد لا يحسنه كل أحد بل ولا الأكثر، وبالمختصر كثيرون يفترضون أنهم جزء من الحل والواقع أنهم طرف في المشكلة.