معارضة لا تكون في السُّلطة

جزءٌ أساسي مما يمنع على كثير من العرب التحليل السوي ويجعلهم منفصلين عن الواقع أنَّهم يدورون في فلَك مسلَّماتهم، وذلك أنَّهم يعتبرون بعض التوجهات تمثِّل المعارضة في بلدانهم، لا يتصورون أنها في غير مناطقهم تمثل الحُكم، ما يعتبره معارضة عنده، هو موالاة عند غيره، ما يعتبره صوت الرفض في مناطقهم، هو صوت القرار في غيرها، وذلك يكشف أنَّ هؤلاء ما تصوروا مفهوم (المعارضة) إلا على أنه شكل من التذمر، وتسجيل النقاط على الحكومة، لا أنَّ المعارضة هي حكم في شكل آخر، أنَّ المعارضة عندهم قد تكون حكمًا، وقرار يخضع للمساءلة، والتوجيه والنقد والتقييم بل وحتى الرفض في مناطق أخرى، ولذا فإنَّه لا يجد غضاضة من إظهار أسوأ صورة ممكنة لرجل الموالاة، والتسويغ بكل طريقة لمن يواليهم، ويرى بأنَّه لا يجري عليه ما يطالب به السلطة السياسية في بلده من حق النقد والمعارضة!