تغذية راجعة!
تفننت وسائل إعلام وفاقت في تلاعبها واستعمالها الأغاليط أزمانًا تلاعب فيها رجال دين بالجماهير، فمن ذلك أنهم تجرأوا على الإقدام على القول بأنَّ مجمل القذائف الساقطة على رؤوس الناس باعث على الأمل! لأنَّ هناك ٢٪ منها يبقى دون أن يدمر ما حوله.
وعادة ما تعتبر المخلفات الحربية في العَالم كارثة بعد الحروب، فكيف إن كان عددها كبيرًا وسط كثافة سكانية عالية، لكن من يهتم لهذا بعد أن تبنى أقوام بأنَّ الخصم يزودهم بما يحتاجون إليه، وأنَّ الشعب الأعزل عليه ألا ينتبه إلى ٩٨٪ مما يصيبه، فالعدو يخون نفسه ويعتبر جسرًا لوجستيًا عسكريًا إليهم، وسيعتمد من يتلقى ٩٨٪ من تلك القذائف على ما يلقى عليه مما حدث فيه خلل، ثم يخوض به الحروب!
كتب بيكون: “كان جوابًا وجيهًا ذلك الذي بدَر من رجل أطلعوه على صورة معلَّقة في بالمعبد لأناس دفعوا نذورهم ومن ثم نجوا من حطام سفينة عسان أن يعترف بقدرة الآلهة، فما كان جوابه إلا أن قال: حسنًا، ولكن أين صور أولئك الذين غرقوا بعد دفع النذور؟” كيف إن كانوا ٩٨٪؟
ويلخِّص هذه المغالطة في التفكير والدعاية فقال: “دأب الفهم البشري عندما يتبنى رأيًا سواء لأنه الرأي السائد أو لأنه يروق له ويسرُّه أن يقسر كل شيء عداه على أنه يؤيده ويتفق معه ورغم أنه قد تكون هناك شواهد أكثر عددًا وثقلًا تقف على النقيض".