الموضوع فكرة!

أهم تنظير منتشر هذه الأيام مرتبط بهذا، أنَّ المسألة كلها (فكرة)، (وعي) ليس شيئًا ماديًا محسوسًا، إنْ قيل له ما الإنجاز السياسي؟ تفنن بالعبارات التي من خلاصتها نشرنا الوعي بقضيتنا، أعدنا تفعيل وإحياء الحديث فيها، لقد عاد الجوهر وهو بنظرهم (فكرة)، حتى تعريف الهزيمة قالوا هو (الاقتناع بالخسارة) ليست أي نتيجة على أرض الواقع بل (الاقتناع) إنه (الوعي)!

هو ما يجعله لا يراجع أي قناعة، لأنَّ الفكرة بنظره هي التي تغير النتائج، فالوقائع نفسها لا أهمية لها بل المحك يكمن بالقناعة أي: للفكرة، هذه المثالية الذاتية التي لا تحكم وعيًا جمعيًا فحسب بل تشكل نخبًا، حتى إنَّ حركات سياسية تقول نحن مجرد (فكرة) فمهما حدث بهم وبغيرهم لن يؤثر في التقييم لأن الموضوع بتقديرهم مختزل بأنه (فكرة).

حتمًا يختلف هؤلاء أنصار (الفكرة) عن الماديين الذين يرون النصر والهزيمة تابعًا لأرض الواقع الملموسة، ليست الحركات مجرد فكرة وإلا فلتحل نفسها وستبقى الفكرة، لا يوجد دولة عبارة عن (فكرة) ولا يوجد جيش هو فكرة، لم تتحرر أرض بالفكرة، ولا أكل جائع فكرة، هذا هو مختصر الخلاف في الرؤية بين المثاليين والماديين.