الجنرال الفقيه
مع محاولات التصدُّر في الأحداث السياسية، هناك فئة لا تستساغ، وهي التي يعبِّر عنها الجنرال الفقيه الذي يظن أنَّ له سهمًا في الشق السياسي، فخرج هؤلاء (حراس الفضيلة) ليضبطوا الإيقاع، أليسوا قد دُربوا طويلًا حتى يكونوا أوصياء على ما يقوله الناس؟
فهم يحسبون أنفسهم من يحدد ما يقوله النَّاس، من حيث هل هو وقت النقاشات السنية الشيعية؟ أو إظهار الخلافات العقدية، أو ما هو مداها؟ رغم أنَّه لا يد لهم في كل المسألة، فمن المعلوم أنَّ التقارب بين بعض الفصائل الفلسطينية وإيران كان قائمًا في مختلف الأوقات، عند اشتداد النزاعات في القنوات الفضائية، وحتى عند اشتعال القتال الطائفي في العراق، فكان سليماني الذي جاب العراق وسوريا هو نفسه الذي مدَّ يده لبعض الفصائل الفلسطينية، هل كان هذا نابعًا من تقارب مذهبي بتقديركم؟ وإن كان فلا يستطيع المرء تخمين ما المجازفات التي قد تلتزمونها وأنتم تضخمون دوركم، فهل كان تابعًا لكم؟
أم تظنون أنَّكم مثلًا لو أبرزتم أي خلاف عقدي أو حتى وصلتم به إلى أعلى مستوياته ستقلبون الكفة السياسية؟ وتغيرون بهذا مواقف سياسية وتعدلون شيئًا؟ أو حتى تؤثرون في مواقف الأحزاب اللاعبة؟ لا عزيز المستجدي للتصدُّر على الأحداث، فهذا أمر لم تشتر فيه ولم تُستأمر وأنت فيه حمل زائد، فلمَ تلبس ثوبًا واسعًا عليك؟ حتى إنَّ بعض أشد المتطرفين في مواقفهم، لا تجدون لمواقفهم أثرًا في التقارب مع إيران فدونكم أمير القرشي كان في بث أمس مع إيدي كوهين، رغم أنَّه لا حديث له سوى عن أبي بكر وعمر، فهونوا على أنفسكم ولا تبالغوا في شأنكم، فما لكم على أحد من سلطان وإن تظاهرتم.
وإن كان لكم من شيء فقد كان الأحرى بكم تقديمه على أرض الواقع في الملفات السياسية المعقدة بدل بث بعض المنشورات التي تظنون أنَّ بها قد دار التاريخ حولكم، حيث يحسب الواحد منكم أنه المايسترو الذي يقود المنطقة عبر أوامره العابرة للقارات سواء في إظهار الخلاف أو تقليله أو كتمه!