الرأي السِّياسي يوصف بالصحة أو البطلان، لا أنَّه شجاع أو جبان، فتلك يوصف بها جندي يحكمه قرار سياسي، فيقول له: قاتل أو أمسك، وعند الهيجاء يقال هذا جندي شجاع وآخر جبان، فكما قيل: الرأي قبل شجاعة الشجعان، أما أن يأتي من هو عاجز تمامًا عن الرأي، معتبرًا أنَّ رأيه الذي هو مجرد ترديد لما سمعه شجاعًا ورأي غيره جبان فهؤلاء من إفرازات محاولات الظهور والتسلُّق على وضع قائم، وهم الذين أخذوا مجدهم في المرحلة السابقة ببث حماقاتهم باسم الرأي السِّياسي، وما لهم في السياسة أو الرأي فيها ناقة ولا جمل.