أين هي النخب؟ هكذا تسمع بعض الأسئلة الإنكارية، هو جاهل ويعترف بأنه جاهل، لكنَّه ينتظر النخب أن تتكلم، ولكنَّه بشرط، أن يكون هو الحكم على ما تتكلم به، فلن يقبل إلا أن تتكلم بما يرضيه، فلا تعرف لمَ هو العلم أو التعليم أصلًا إن كان الطبيب سيقول للمريض ما يعجبه، ما يحسه من نفسه، فيشخصه بناء على ما يرضيه، لا على ما يراه بعينيه، وإلا سحب المريض الاعتراف به! واتهمه بالسقوط والدناءة، هذه حال أولئك الذين يتكلمون عن النخب، لكنهم يريدون منها بيتًا حماسيًا، قصيدة من قبل البعثة لعنترة، بعض النثر الذي يجعله يشعر بأنَّ حماقته السياسية وفراغه سنينَ عمره لم يضع سدى، أما إن كان تحليلًا روعيت فيه الدقة والموضوعية، فينقلب ضد هؤلاء، ويلعنهم، ثم يعود إلى عمله اليومي وارتزاقه العادي كأنَّ شيئًا لا يعنيه.