هيا بنا نلعن الرأسمالية!
مع كل حدث يفاجئ الناس ينبعث الحنين الذي يرغب في إعادة الناس إلى مرحلة السيف والرمح والقرطاس، فيتعالى لعن الرأسمالية، تلك التي ينشر عبرها رأيه في منجز رأسمالي اسمه الإنترنت، ذلك الحنين لا يحمل سوى هموم كازينسكي الذي أراد تدمير المجتمع الصناعي، من كوخه غير المزود بالكهرباء، وقد يطرب الواحد منهم لكلاشنكوف لربما من باب إنتاجه في المرحلة الاشتراكية، لكنه يريد أن يتوقف العالم عند ذلك الحين.
الرأسمالية حتمية تاريخية، وهي نفسها التي لم يصمد في وجهها الآلات الإقطاعية، هذا هو التاريخ، وعليه الشواهد المتفرقة، كم من دولة بقيت من مرحلة الإقطاع؟ ولماذا؟ لا يريد أن يفسر، على أنَّ هذا الذي يظهر للناس اليوم هو نفسه الذي جرب مع آلة نابليون في مصر من قبل، ولكنَّ أقوامًا لم يعجبهم تهافت العالَم القديم أمام الجديد، ابتكروا عشرات التفاسير لذلك التاريخ، وكانت الغلبة للتفسير المؤامراتي الذي تحدث عن الدونمة وخططهم الجهنمية من أيام الأندلس مرورًا بالدولة التركية، فتلك الاستدارة التاريخية أقرب في نظرهم من رؤية تهافت آليات العالم القديم أمام ناظريهم.