العلم ليس تبشيرًا
كثيرون قد امتهنوا اسم (العلم) وجعلوه موضع تسوُّل، واستجداء، بنَفَسٍ تبشيري، في حين أنَّ العلم في نفسه متعزز مترفع، من يتركه يدفع تكاليف هائلة، ومن يعرض عنه لا يكون في موضع استحقاق لبذل معرفة أو معلومة له، وهي لن تأتيه صاغرة على أي حال.
فلا تعبأ بأن تتألف قلبه عليها، ومن التحق بالعلم وطلبه وخاض غمار الجهد فيه، فهو من يبحث عن مصلحته ومصلحة قومه، هو من يجهد للوصول إلى القوة، وإلا فليبقَ حاله في مرتع الجهل وما يؤدي إليه فهو أسهل الخيارات في كل حين.
وفي الوقت الذي ترفعَّت فيه دول عن معارف ونظريات، كسرها من تبنى ما أشاحوا بأنظارهم عنه، وتجد من يفخر بأنه بشريط واحد خاطب الغوغاء قد جعلهم ينفضُّون عن كل ما يمت للمعرفة بصلة، ليتحلقوا حول الخرافة وسدنتها، وهو ما ضخَّم في الجهلة من مقدار قناعاتهم، تلك التي لا يعبأ العالَم بها، وصاروا يجعلون منها موضع مفاوضة، وهي لا شيء في الواقع، وما ذلك إلا لمن جعل من اسم العلم كالتبشير بالكنيسة وأقوالها.