الأوروبيون حثوا أوكرانيا على المواجهة، لكن في الوقت نفسه قدَّموا 3 محاور رئيسية:
1-حل لمشكلة اللاجئين الأوكرانيين وقد استقبلتهم أوروبا أحسن استقبال حتى شكت بعض الأصوات من التمييز في هذا الشأن أمام تعنّت عدد من الدول الأوروبية في هذه المسألة أمام غير الأوكرانيين.
2- قدموا خطًا لوجستيًا فعّالًا، واقتطعت الدول الأوربية من ميزانيتها لدعمهم، وشمل خط الأمداد التسليح على أعلى مستوى حتى دفعت بريطانيا بالقذائف المنضبة، وألمانيا بدباباتها وطائراتها المسيرة.
3-أعطوا غطاء دبلوماسيًا هائلًا لأوكرانيا، وهو ما تمثل في المواقف السياسية، مرورًا بتسهيل عبور المتطوعين والمرتزقة في صفوفهم حتى كان في الخسائر جنسيات من مختلف الدول الأوروبية.
وشمل هذا تغييرًا داخليًا، كرفع الإنفاق العسكري في ألمانيا، والتلويح بالتجنيد الإجباري في مختلف دول أوروبا، ومع ذلك لا تكاد تجد نفسية المزايدة الهزيلة على غيرهم، بل يبحثون في المسألة، ويقرون مرات بتقدمها، وأحيانًا يقدمون تحليلًا ينذر بخطورة الموقف، تخيل لو كان الأوربيون لم يفعلوا شيئًا من هذا، وجلسوا على وسائل التواصل يغيرون بروفايلاتهم، ويصدرون فتاواهم ومرة يشجعون، ومن خالف تحليلهم يخونونه، ويحسب الواحد منهم نفسه أنه قدّم شيئًا ذا بال، تخيل أن يدخل امرئ ليتعالج في دولة أوربية فيدفع ما جمعه طيلة عمره، ثم يأتي من يزايد عليه لأنَّ امتناعه عن بعض المشروبات أصابه بالعصبية والنزق ليذكروه كل مرة أنه ضيف عندهم وليس صاحب مكان.
تخيل لو أنَّ الأوكراني قيل له في أوروبا: لا نريد لاجئين يا بني فلتبقوا في وسط بيوتكم حتى يحلها ألف حلال، وفي الوقت نفسه يحثونه على مواجهة روسيا من غرفة صالونه وأطفاله في غرف نومهم، ودون أي خط إمداد أو غطاء دبلوماسي، أو أنَّ الأوكراني كان قد جرب التعامل معه من قبل بصفته لاجئًا لا يحق له العمل في أوروبا، هذا وأوكرانيا تمتلك واحدًا من أقوى الجيوش، ومساحة هائلة وتضاريس وعرة جدًا، وكل جديد تقدم عليه روسيا يقابله جديد تدفعه الدول الأوروبية لحلفائها الأوكرانيين، متى حدث هذا وقال الأوكراني: كفوا عن الشعارات، قال له أوروبي: يا بني تبًا لك أنت عميل لروسيا!