قضية فلسطين حدثت كفرع عن الحالة العربية، ومعنى هذا أنَّ هزيمة ٤٨ أنتجت دولة، ثم هزيمة ٦٧ مددتها، الآن شيء نتج فرعًا عن حالة عربية، ماذا يريد الكائن الذي يبيع شعارات خارج فلسطين؟ هل هو نجح في تغيير نظام سياسي للأفضل وحينها يكون الداعم الأكبر؟ هل حقق دولة ذات ثقل سياسي لها مصالحها الجيوسياسية وتتحرك للدفاع عنها، أو تعبأ بالرأي العام لمواطنيها وتسعى لاحتوائهم؟

الواقع أنه بعد سنوات طويلة، ساهم في تحطيم الروابط الأيدلوجية العربية وسرَّع في القضاء على الناصرية، ثم قفز إلى هوية غير واضحة المعالم، أنشئت ارتجالًا وهي إما أن تضخ فيما يسميه خصومها بالتطرف وإما أن تسعى لحرب ذلك الذي يسمى بذلك.

في القضايا الكبرى يكون العامل الحاسم في الموازين هو ملايين الشعوب المنظمة، وحداثة الدول، قوة الاقتصاد، لا إطلاق زفرات فيسبوكية متصنعة لأفراد، يصيحون دون أن يسمعهم أحد همهم المزايدة وتسجيل النقاط على بعضهم لا غير، وإن زاد زعيقهم تكون نهايتها أن تغلق حساباتهم دون فائدة، بل بلغ الأمر حدود السخافة-ولن أسمي أسماء هذه الأثناء-لمن يحملون تخصصات عليا ويفاخرون بشهاداتهم في الغرب، حين جاءت الأحداث جعلوا كل محتواهم عربيًا حماسيًا حصرًا، دون أن يكلِّف نفسه لشرح شيء للعالَم بلغته التي إن أتقن حروفها فإنه لا يفهم منطق شعوبها.

وخرجت نغمة تتحدث عن التثبيط والإرجاف، صديقي التافه من هو منهك في الحدث لا يتابع تعليقات أحد على فيسبوك حتى يثبطه إنسان، إنما هو أنت الذي تؤثر فيه كلمة واحدة لا الوقائع ومشاهدها، يثبطونه عن أي شيء؟ عن اللا شيء، نعم يثبطونه عن زيادة عداد المشاهدات، لا أنه يعمل على شيء، لا مشروع داخلي ولا خارجي، وعلى قول أحدهم: ها نحن نتابع ونتفرج، هكذا هي؟