في 2014 نفذت روسيا عددًا من العمليات العسكرية في أوكرانيا، وكانت نتيجتها السَّيطرة على شيه جزيرة القرم، ولم يخبُ الإعداد للخطوات التالية ففي 2016 رعت روسيا مؤتمرًا في الشيشان كان اسمه مؤتمر (أهل السنة والجماعة) واعتبر المؤتمر أهل السنة هم (الأشعرية والماتريدية) حصرًا دون غيرهم، وهم الذين يشكلون أغلبية في الجمهوريات السوفيتية السابقة.

كان عقد المؤتمر في الشيشان تحديدًا دون غيرها سعيًا من موسكو لاستثمار الشيشان (الإسلامية) في الدفاع عن حدود روسيا الاتحادية، بمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف الناتو، واستثمار الحماسة الدينية في الشيشان لأهداف سياسية.

وشاهد الجميع بعدها صور المقاتلين الشيشانيين بلحاهم يجولون ويصولون بالعتاد الروسي في جبهات أوكرانيا، كان هؤلاء هم (أهل السنة) الذين ستقاتل بهم موسكو في أوكرانيا، وفي المقابل ألقت الحرب الأوكرانية في 2022 بنتائجها على باقي أوروبا، وكانت ألمانيا هي المستنفر الأكبر، فرفعت الإنفاق العسكري بشكل قياسي، فخصصت الحكومة مبلغ (73.41) مليار دولار من أجل الإنفاق على مجال الدفاع خلال العام 2024.

الدعم العسكري الألماني لأوكرانيا بلغ 28 مليار يورو سنة 2024، وأعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس عن حزمة دعم عسكري بقيمة 500 مليون يورو لأوكرانيا، وتعد خطة لتطوير الجيش الألماني حتى سنة 2030، وإعادة النظر في التجنيد الإجباري، وليس سرًا أنَّ الدعاية الألمانية طيلة القرن العشرين وفي الحربين العالميتين اعتمدت على أنَّ ألمانيا هي الوحيدة التي تستطيع الوقوف في وجه روسيا.

وفي غمرة الإعداد الألماني المقابل لروسيا يضحي من المشروع السؤال عن (مؤتمر أهل السنة) الذي قد تعده ألمانيا المرتبط بمشروعها في تطوير الجيش لمواجهة الروس وما أعدوه طيلة العقد الماضي، والذي قد يكون على النقيض من مقررات مؤتمر (أهل السنة) الذي عقد في 2016.