السِّياسة مسؤولية، ليست شعارات لا تلقي بالًا للتبعات، ليست حديث مقهى ينتهي بعبارة (لعلَّه خير) بل هي مسؤولية تمثيل جموع قد تودي بها كلمة، وقد ترفعها كلمة، ليست مماحكة شخصية بين اثنين، فالسِّياسيون يمثلون في أعناقهم أجيالًا قد تدفع ثمن كلماتهم، أما المماحكون، فلا ينظرون أبعد من أنوفهم، يتوزع موقفهم بين الحماسة والهجاء ثم الرثاء، تعلو فيهم الأنَفَة الشخصية، فلا يكون غريبًا عليهم متى حرصوا على الخلاص الشخصي، كما بحثوا من قبلُ عن المجد الفردي!