وطنيون جدًا!
رهيب على وسائل التواصل، يسعى ليتحول إلى موزع لبطاقات الانتماء والخيانة، لكن جرب الاقتراب منه مرَّة، أخبره عن تاريخ مديد وحاضر كذلك، وأنه جزء من المشكلة لا الحل، سمِّ دولته بالخطأ مرة واحدة، أخبره عن معارض كان في أوروبا في الستينات وحدثه عن صفقة مع (الموساد) لترحيل ذلك (الشخص) خارج الكوكب، وأنَّ نقاشًا كبيرًا حدث خارج حدوده عن فائدة ما قام به أولاد العم بفعلتهم تلك.
وأنَّ نظامه لم يعترف بدولة بفلسطين إلا بعد إرسال شاحنتين من قوَّة تابعة لمنظمة التحرير اعتقل أهلها قبل وصولهم، وتحت الإكراه أقر بذلك فقط، أخبره عما وقعته حكومته من اتفاقيات، وكان آخرها والحرب مشتدة إقامة مصنع في أرضه لطائرة SpyX بدون طيار تابعة لشركة إسرائيلية، وعن تعاون عسكري بقيمة 500 مليون دولار خلال أشهر فقط، لن يحق لك الحديث حينها، من أنت لتتكلم؟ هو فقط يخوِّنك وهو فحسب من يشهد لك بالانتماء، وعيونه المثبتة على الشاشة تمنعه من مشاهدة التلة القريبة في بلده وما يحدث فيها من منشآت.
حينها سيستدعي ذكر كل المعلَّبات التي أرسلت لخيام النازحين منذ ١٩٤٨، وأنَّ مقدارًا كبيرًا من الشاش واليود وصل كتعبير عن حسن نيِّة في ١٩٦٧، وعن عدد وافر من أدوات الرسم، وعدد محصي بالأسماء للطلبة الذين نالوا منحة كريمة ليتعلموا، ستشكره، وتقدِّر تلك المواقف الإنسانية النبيلة، ثم تسمعه يقول: أي خائن أنت لم أشهد صورتك في صفحة الوفيات!