ابن تيمية نقد كثيرًا
هذه الجملة التي يرددها العديد ممن يسعون للحفاظ على نظرية (ليس في الإمكان أفضل مما كان) في مجال العلوم والمعرفة، يعيرون ابن تيمية بأفضل ما فيه، فيقولون لقد أكثر من النقد في الفقه، في العقائد، في اللغة، في التصوف، حسن وهذا هو المطلوب!
إنَّ تاريخ العلوم هو في الواقع تاريخ النقد فيها، وكل نقد حمل تأسيسًا لمعرفة جديدة، أما الاكتفاء بما قيل وترديده كما هو فليس فيه احتفاظ بالأخطاء السابقة فحسب، بل إعطاؤها فرصة لتتضخم ككرة الثلج عبر الأيام والسنوات.
إنَّ وجود من يرفض العملية التعليمية بمجملها لأنه اقتطع بعض الكلام من سياقه من نقد النظام التعليمي المتخلف، لا يعني أن نقد نظام تعليمي غير صحي وغير صحيح، بل هو المطلوب تمامًا، والذي يكون مرفوضًا هو وجود تلك العينة الكسولة التي اتكأت على النقد لتتهرب من ضريبة التعليم.
والمنطق نفسه حين يتم رفض النقد السياسي بحجة وجود مغرضين! وأعداء الوطن، فيتم منع الهمس السياسي لهذه الحجة، أولئك الذين يسعون لمنع مبدأ النقد، والإزراء على ابن تيمية لأنه احترفه وأكثر من الكتابة فيه يريدون أن يُبقوا على التصفيق الحار لكل خرافة أشاعوها باسم العلم.