إنما الشأن في المقدمات… قد ننهمك بنقاشات جزئية، لنتائج، لأخطاء، التي تشبه دوائر الماء حين يلقى فيها حجر، إنما الشأن يكمن في المقدِّمات، فهي التي سببت ما يليها، أنشأت أساس التهويش في العقول، فغاب عنها رؤية الوقائع كما هي، وأفقدت الكثير من الناس التحليل السليم، والأهم من ذلك أعاقتهم عن فهم كيف يتحرك العالَم، ولذا فإن الاهتمام بالجزئيات لمجرد إزاحتها من الطريق، وأما المقدّمات فهي المشحونة بكل ما أنتجته.