عندما يعاد ضبطك على إعدادات المصنع.

يرجع الخليفي إلى إعدادات المصنع بعد كل منشور، ليسجل ما يقارب الساعة، مكررًا محتوى صوتياته السابقة، بنفس الخاتمة، في بيان اضطراري مشيرًا في كل صوتية إلى أنها آخر ما سيشارك به.

قال في صوتية أخيرة له “قول الهروي في الجبر، النووي مثله، بل النووي أسوأ، وقول الأشاعرة في القدر مبني على نفي الصفات أصلا… مع تبرئة من برأه أيضا في هذا السياق، أنا ما أثبت الجبر وأقول فلان سني، ما قلتها” [١]

الخليفي شخصية متنقّلة بشكل فج، لا يثبت على مذهب في مسألة إلا ونقضه عند الحاجة إلى غيره من الأقوال، مثلا هنا:

يقول إن “الهروي يقول بنفس قول النووي في الجبر”، ثم يقول: “مع تبرئة من برأه”، أي من الجبر.

ولو عدنا إلى ابن تيمية وابن القيم، سنجد أن كلًّا منهما يصرح بأن “الهروي من غلاة الجهمية في الجبر” [٢]

فمن برأه من هذا؟ إنه التلاعب بالأدلة، وفي ٥٠ دقيقة كاملة، لا يقدم الخليفي حجة، ولا يناقش مسألة، حتى يكسر الملل بالميل نحو من مناكفات شخصية.

ثم يقول الخليفي “إن جبر النووي أسوأ” [٣] وابن تيمية عندما تكلم عن جبر الأشعرية مقارنًا له بجبر الهروي لم يعزز أهواء الخليفي، بل قال:

“ومع هذا فهو في مسألة إرادة الكائنات وخلق الأفعال: أبلغ من ‌الأشعرية، لا يثبت سببًا ولا حكمة” [٤]

فابن تيمية يجعل قول الهروي أبلغ بدعيّة من قول الأشعرية، وأوغل في نفي حكمة الله، حتى إن ابن القيم قال:

“هو توحيد القدرية الجبرية أتباع جهم بن صفوان في ‌الجبر، فإنه [الهروي] كان غاليا في ‌الجبر […] وطَردُ هذا المذهب مفسد للدنيا وللدين، بل لسائر أديان الرسل” [٥]

والخليفي لم يبرهن لقرَّائه كيف يقول هو بمعزل عن المقابلة لخصومه أن الهروي إمام من أئمة السنة، مع أنه جبريٌّ جبرَ جهم بن صفوان، كما أثبت ابن القيم وابن تيمية، وكما هي نصوصه الواضحة في المنازل!

مع أن الكتاب الذي تعرض له بالنقد، لم يذكر مسألة شخصية واحدة، لكن تشعر أن في نفس الخليفي حاجة ملحة لصرف البحث عن النقاش العلمي الموضوعي إلى نقاش مسائل ذاتية.

على أن السؤال المتجه له: أنت تقر بمطابقة رأي النووي لرأي الهروي، في قول تجعله علةً في إسقاط سنَّية الشخص عند كلامك عن جبر النووي، فما المبرر العلمي الذي يمثِّل حجةً لتعذر الهروي فيما لا تعذر فيه غيره بهذا القول؟ يتحذلق الخليفي طويلًا، ولا يقدم جوابا علميًا. بل يعوّض انكساره في الهروي إلى رفّ: يلزمكم نفس القول في غيره، فهو يقدم أجوبة تصلح فقط عند الجدال، ويتهرب بهذا من حل المسألة العلمية.

ومن النماذج الذي تكشف مستوى شخصية الخليفي العلمية ما يلي:

  • يقول إن الجبر علة في “إسقاط السنية” [٦] فأطلق حكمًا عينيًا بإسقاط سنيّة كل من يقول بالجبر!

  • ثم يقول إن الهروي قال بالجبر، فيصرح بمخالفته له قائلا “الهروي ولو خالفناه في مسائل القدر” [٧]

  • ثم يقول “الهروي يقول بنفس قول النووي في الجبر” [٨] فهو يثبت عليه الجبر!

  • ثم يقول “قال شيخ الإسلام الأنصاري الهروي” [٩] فهو شيخ الإسلام عنده أي الوصف الذي يجاوز مجرد إثبات السُّنيَّة، ثم يقول “أبو إسماعيل الهروي متفق على ثقته” [١٠]

4- واليوم يتنكَّر لأقواله السابقة، فيقول “أنا ما أثبت الجبر وأقول فلان سني ما قلتها” [١١] عند كلامه عن الهروي.

تضاد هذا أم تناقض؟ متفق على ثقته، إمام السنة، ولكنه قائل بالجبر، يخالفه في القدر، يجعل قوله مسقطًا للسنية، ومع ذلك يبقى شيخ الإسلام! متناقضًا كلما تكلم.

[١] https://t.me/doros_alkulify/6410 [٢] قول ابن تيمية: الاحتجاج بالقدر لابن تيمية، ص٦٥ / مدارج السالكين لابن القيم، ج٣، ص٤٥٨- ٤٥٩. [٣] https://t.me/doros_alkulify/6410 [٤] مجموع الفتاوى لابن تيمية، ج١٤، ص٣٥٤. [٥] مدارج السالكين، لابن القيم، ج٣، ص٤٥٨. [٦] من مقال للخليفي على مدونته بعنوان: قول الأشاعرة في القدر مخالف للمعلوم من الدين بالضرورة. [٧] في مقال للخليفي بعنوان: تعقيب على مقطع يوسف الغفيص في أبي إسماعيل الأنصاري [٨] https://t.me/doros_alkulify/6410

[٩] https://t.me/alkulife/10768 [١٠] من مقال له بعنوان: الدفاع عن كتاب السنة للإمام ابن الإمام عبد الله بن أحمد. [١١] https://t.me/doros_alkulify/6410