تارة أحمد وتارة غيره!
ليست المسألة عند الخليفي في الغلو أو التفريط فذا قد يكون لأصحابه فيه ضابط، فيناقَشون بأصولهم، أما ما يصرّح به فهو فوضى، لا تخفي إلا تحكمه وما يعنُّ له، وهو الذي يقيم الدنيا على كلمة لأحمد ما أن جاءته عنه كلمات في هشام بن عمار حتى جهد في دفعها، والتماس كل طريق لردّها.
فردد بأنَّ هشام بن عمار تراجع، لأنه وجد أنه قد روُي عن هشام نفيه عن نفسه اللفظية، ولا يخبو شغبه في المسألة لرواية لا تصح، رغم أنها أضيق من عموم ما جاء عن هشام لو سُلِّم بها جدلًا، وهو الذي متى ما وجد كلمة لأحمد طار بها وقال:
“أرعبني ذلك الغرور فواحد يقول: نحن مطالبون بفقه السلف لا بفهم أحمد ابن حنبل”، ويتبع: “ومن نظر في كلام السلف وكيف كانوا يتكلمون عن أحمد مع سعة علمهم وينظر إلى هؤلاء كيف يتكلمون يبصر نارًا من تحت الرماد”.
“ويا ليت شعري إن لم تكن المسألة سنة وبدعة فلماذا يذكرها الخلال في السنة! ولماذا يغضب أحمد حتى يطلق في ابن مهدي كلمة لا يطلقها في ظرف عادي”، [من مقاله: لماذا احتمل السلف هؤلاء؟] فلعل الغضب إنما يكون للبدعة، أما قول جهمي مرارًا لمسائل فإنها عنده تمرُُ كأنها لا تعني شيئًا لأنها خالفت حميته لرأيه، ثم يتحدث بعدها عن الحِيَل!