ستالين، والخليفي… ومعلومات تاريخية جديدة!

عندما يقول أحدهم بأن تروتسكي يرى أن ستالين اندفع إلى الجانب القومي [الذي دعاه إلى القول باشتراكية البلد الواحد، أي التركيز على الاتحاد السوفييتي بدل الحديث عن ثورة عالمية]"

فهو لا يقصد بكل تأكيد أنه يتبنى الفكر القومي، إنما مال إلى الجانب القومي وذلك في سياق “رفض عالمية الثورة” التي يؤمن بها تروتسكي، فستالين يرى التركيز على مصالح الدولة لا نشر الأفكار الماركسية

فالميل القومي هنا في مقابل أفكار تروتسكي وليس على إطلاقه، على أنه من البلاهة الاعتقاد بأن القومية هي الفاشية… فضلا عن مجرد استخدام مصطلح القومي في سياق يتحدث عن العالمية الاقتصار على “البلد الواحد”

طبعا هذه المعلومة التافهة خافية عن تابع الخليفي الذي تعد جنسيته أقصى ما يؤهله للحديث في الموضوع، رغم جهله بتاريخ بلاده وخلطه بين المصطلحات والمذاهب السياسية، فلم يكتفي القوم بالعبث في تراث أهل الإسلام حتى عبثوا بتراث أهل الكـ. فر

ولا يبعد عنه إن قرأ اسم “مجلس الأمن القومي الأمريكي” لظن أن أمريكا دولة فاشية لمجرد استعمال مصطلح: “القومي” في وصف المجلس! فهذا المصطلح يأتي بمعنى القطرية في سياق معين..

كما أن ربطهم القومية بالفاشية في كل أحوالها مثير للسخرية…كمن يعتقد بأن كل [شيعي في القرن الأول كان رافضيا، أو كل خارجي كان أزرقيا]

وتجاهلوا أن سمرين قال بأن ستالين [اندفع] إلى الجانب القومي، لا أنه أصبح قوميا… وميله ذاك جاء قياسا إلى أفكار تروتسكي الذي يرى [عالمية الثورة]

على أن ستالين الذي يعاد كتابة تاريخه اليوم في محفل العبث هذا كان قد نفذ حملة إعدامات في سنة 1942 بتهم من بينها مناصرة الفاشية!

وعلى ذكر قومية ستالين، فقد تحدث الرجل عن القومية في كتاب مستقل!

وفي معرض نقده لمبدأ «الاستقلال الذاتي الثقافي القومي» كتب ستالين:

“هذا المبدأ يتجه ويدفع نحو القومية ويؤدي إلى تفرقة الناس بموجب الفرق القومية وتنظيم الأمم على أساس صيانة وتنمية الخصائص القومية… [الأمر الذي لا يلائم الاشتراكية الديموقراطية بأي وجه من الوجوه]” (١)

فالقومية وتنمية خصائصها لا يمكن أن يتم التوفيق بينها وبين القيم الاشتراكية عنده! بل يعبر عن نفوره من القومية بقوله: “ليس من قبل المصادفات تورط «البوند» في القومية وانغماسهم فيها”.(٢) ويقول في موضع آخر: “لا وجود للوسط، إن المبادئ تنتصر ولا يوفق بينها وهكذا هي حال مبدأ توحيد العمال توحيدا “أمميا” بوصفه مادة لا غنى عنها في حل القضية القومية” (٣)

البحث التاريخي لم يكن يوما بحسب الجنسية…

(١) جوزيف ستالين، الماركسية والقضية القومية، ترجمة: رابطة الكتاب التقدميين، دار النهضة الحديثة، بيروت، ص١١٥ (٢) نفس المرجع السابق. (٣) نفس المرجع السابق، ص١١٩