في الموازنات…
تابع الخليفي حذو القذة بالقذة المدخلي في مفاصل طرحه، وكان مما خاصمه المدخلي قديمًا ما عرف بالموازنات، وهو اصطلاح على اشتراط ذكر الحسنات والفضائل بجانب النقص والجرح في تقييم الناس، فرفض المدخلي هذا وصنّف فيه بخصوصه وذكر أنه ليس من شرط الإنصاف ذكر فضيلة واحدة للمنقود، وتبعه على هذا الخليفي.
فكان يرى أنه غير ملزم بذكر حسنة واحدة لمن ينقده، وفي مقال له على مدونته بعنوان: (الرد على الدكتور الرضواني في نسبته منهج الموازنات لأئمة النقد)، رد عليه ذكر أنَّ من طريقة نقاد الحديث أنهم “يذكرون للراوي ما له وما عليه وفضائله ومساوئه” فهاجمه الخليفي قائلًا: “هذا كلام من لم يقرأ شيئًا من كتب الجرح والتعديل”، وقال بأنَّ النقاد لا يلتزمون ذلك، بل متى ذكروا في المرء جرحًا “لا يلتزمون ذكر حسناته ولا يرون ذلك واجبًا عليهم إن لم يفعلوه فهم ظلمة”[١].
فهو يقرر بأنه ليس من الظلم ترك ذكر حسنات المرء بل يكفي ذكر ما أخذ عليه، ولكنَّ هذا الكلام حين يُحاكم هو إليه، يتحول بين ليلة وضحاها إلى نقيض ما قرره فيقول متظلِّمًا من كتاب (باسم السلف): “كم المقالات المستشهد به كبير جدًا، وسبحان الله مع كل هذه المقالات المستشهد بها لا يريد أن يعترف لك بفضيلة واحدة، أين الإنصاف؟”
فصار من شرط الإنصاف ذكر فضائل! فهذه طريقة على وزن (لهم كل مرَّة ولنا كل حلوة)، وهذا يظهر أنه لا منهج ولا اتساق، وأنَّ المسألة ليس فيها التزام بكلمة، بل سلوك كل طريق لإنقاذ نفسه، دون أن يعبأ بالحقيقة ولا تحرير المسائل، فيختار لخصومه قانونًا وهو إما فوق القانون أو له قانون خاص لاستثناء نفسه.
—————- [١] https://alkulify.blogspot.com/2013/09/blog-post_802.html