أشكر الدكتور المهندس خالد العبيدي على التجاوب، والتعليق، وهو مؤلف هذه السلسلة من الكتب، وأمام الأسئلة عن معرفة الكاتب بالمباحث الشرعية أجاب بأنه يتحدى مخالفيه أن يعرفوا “الثوابت الهندسية”! على أنَّ هذا ليس هو محل النقاش، بل السؤال عن معرفته هو بالكتاب والسنة لا الهندسة.

وكنت قد قلت له بأنَّ طريقته في التأليف تفصح عن عدم معرفته بتخريج حديث واحد ومع ذلك ينسب كلامه للقرآن والسنة، وهذا مثال واضح: ففي كتابه (لسنا بمأمن) ط١، ٢٠٠٧، ص٤٨ وهو مرفوع على الشبكة، ذكر حديثًا، وفي الحاشية وضع: زاد المعاد، لابن القيم ٧٥١ هـ، وهذا الكتاب ليس كتابًا من كتب الحديث، ولا يكون تخريج الحديث بهذه الطريقة، لكنه يصر على معرفته بالأمر.

وكنت قد قلت له بأنَّه يسلك مسلكًا باطنيًا في تأويل النصوص، فانزعج من ذلك رغم أنه في كتابه المذكور، ص٤٧ ذكر الآية (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين) معتبرًا أنها تدل على التلوث البيئي! وهو أمر لا تدل عليه الآية، وأحال فيه إلى طنطاوي جوهري، على أنَّ جوهري يسلك هذا المسلك الباطني في تفسير الآيات، وهناك دراسات في نقد منهجه.

فلطنطاوي جوهري كتاب في الانتصار لاستحضار الأرواح، وهو نفسه شارك في تأسيس جمعية متعلقة باستحضار الأرواح، وفي كتابه قال: “مما يدهش العقلاء أن القرآن أشار بطرف خفي إلى حادثة ظهور الأرواح في هذا الزمان في آية: (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم)” وأسهب في تأويل الآية على أن المقصد منها هو استحضار الأرواح في زمنه! رغم أنها لا تتعلق بهذا أبدًا.