تكرر ظهور هذا المقطع أمامي، وسط عدد من المحتفين به بأنَّ هذا حكم العقل! فمن هو هذا المتحدِّث الذي يتم الاستشهاد به؟ وأنَّ كلامه لا هو كلام الفلاسفة ولا الأشعرية إنما هو حكم العقل! ولم يبق إلا أنَّ يقولوا إنَّ لقوله لحلاوة، وإنَّ عليه لطلاوة!
هذا المتحدِّث هو مبشر أمريكي اسمه كينت هوفيند، أدين بالسجن لعشر سنوات للتهرب الضريبي في ٢٠٠٧، ثم أدين في ٢٠٢١ للعنف المنزلي ضد زوجته المنفصلة عنه، حاصل على بكالوريوس في التربية الدينية، من كلية الغرب الأوسط المعمدانية سنة ١٩٧٤، ثم حصد عدة شهادات من كليات غير معترف بها لكنَّ أتباعه يحبون نداءه بالدكتور.
وما يقوله معلوم فيما يسمى باللاهوت الدفاعي، وكتاب (الخلاصة اللاهوتية) لتوما الأكويني (١٢٧٤م) طافح بهذا التصوّر، ومن قبله أوغسطينوس (٤٣٠م) وسبب ذلك اعتماد الكنيسة على التركة الفلسفية اليونانية القديمة وإدخالها في التصوّرات الدينية، وقال مثل هذا الكلام يوحنا الدمشقي ممن أدرك عبد الملك بن مروان (٨٧هـ)، ومَردُّ ذلك إلى كتب الثلاثي المَرِح: أفلاطون وأرسطو وأفلوطين، فهذه هي القصة، برجوع الأمر إلى فلاسفة، فكونك اشتركت في الاقتيات على التركة الفلسفية نفسها فإنَّ هذا لا ينفي الحقائق التاريخية، ولذا ينبغي احترام عقول المتابعين بدل التعامل معهم كالأطفال الذين يغسل كينت أدمغتهم!