علي جمعة الذي رفعه معجبوه نكاية في خصومهم، يخرج هذه المرة ليقول بين مجموعة أطفال إنّه بالإمكان أن تفهم آية من القرآن مباشرة، فهي واضحة، لا غموض فيها، في توظيف تحريفي للنصوص الدينية، ويمر الأمر مرور الكرام على من اعتادوا التصفيق له على طريقة (ألتراس) بعيدًا عن قضايا تتعلق بالعلم أو المعرفة، هذا التجمع من مشجعي جمعة هو نفسه الذي كان يقيم الدنيا، على فكرة إمكان الأخذ من الأدلة، فلا شيء اسمه راجح هناك مذاهب قديمة، وقضايا عميقة، معقدة جدًا، تقضي عمرك كله لتتأهل في النظر فيها، ولا يمكن أن يكون الأمر بسذاجة الرجوع إلى الدليل مباشرة.

لكن الإسلام يتسع للجميع فكله يسمى إسلامًا، هذه يمكن للطفل أن يفهمها من استنباط مباشر لا حاجة فيه لتقليد، وعلى مرمى حجر يشاهد البث المتواصل (للإسلام الذي يشمل الجميع) فيبدوا أنَّ (الذين هادوا) لهم وجهة نظر أخرى لم يأخذها بالحسبان، ولا تحتاج القضية إلى كلام طويل، ففي 1969 كان هناك من لم يكن مؤمنًا ولكنه كان بعيدًا عن مثل هذا العبث، وكتب وقتها: “تقضي الأمانة بأن نعترف بوجود خلافات لاهوتية جذرية وتناقضات عقائدية عميقة بين الإسلام والمسيحية، لا بد أن تبينها المقارنة اللاهوتية الجادة…وبغياب أية نظرة واقعية وعلمية للدين لا بد أن ينحدر الحوار إلى مجرد ترديد لمجموعة كليشيهات معروفة مثل القول المأثور بأننا جميعًا مسيحيين ومسلمين، نعبد إلهًا واحدًا… هل صحيح أنَّ الله الذي يعبده المسلمون هو الله الذي يعبده المسيحيون أيضًا؟ هل الله الذي يتكون من الآب والابن والروح القدس، والذي تجسد على الأرض، والذي أرسل ابنه لخلاص البشر، هو أيضًا الله الذي يعبده المسلمون؟ أنا شخصيًا لا أعتقد ذلك”. (نقد الفكر الديني، صادق جلال العظم).