ليست كل ثرثرة تحتمل الأخذ والرد، ولا أنشط حاليًا لتتبع كل من علّق بشيء على كتاب (نظرية ابن تيمية في المعرفة والوجود)، لكن رأيت أحدهم فرح بهذا التعليق، وفيه تمسك بحذف لمقطع من اقتباس لابن تيمية، وبدأ الكاتب يشرّق ويغرّب، لمَ حذف هذا الموضع، ولعل الباعث على هذا الحذف كذا، كأنك بحاجة إلى (لعل) هنا!

ومن البديهيات أنك لما تقرأ كتابًا بالعربية فأنت تقرأه من اليمين إلى الشمال، ولما أكون في بداية الكتاب تعرّضت لهذه المسألة تحديدًا، بل نقلت فيها نصًا أصرح وأوضح، فيه بيان المقصود بالبديهيات عنده، وفيه تصريحه بنفي الواسطة، وفيه ذكر من تمسك بهذا الموضع لتفسيره بأنه بلا واسطة حس، فلما أكون قد ناقشت هذا في صفحة (٨٤) إلى (٨٧) ثم يأتيك من يفتح الكتاب من الشمال فيقول حذف موضعًا يتعلق بالبديهيات آخر الكتاب صفحة (٤٥٧) يقال له: أنت قرأت الكتاب بالمقلوب؟ فالمسألة مذكورة أول الكتاب فلم يكن من حاجة لإعادتها!