تنتشر سطور الأدباء أكثر من المفكرين والعلماء، ليس لمجرد أنهم يعبرون عن أفكار هي أقل تعقيدًا، وأقرب إلى منال شريحة أوسع من القرّاء، بل يزيدون على ذلك بعبارات محتملة، يمكن للقراء أن يفهموها كما يشتهون، فيعبرون بها عن آمالهم ومخاوفهم، يفهمها كل واحد منهم بطريقته، ويحسب أنَّه الذي فهم المغزى وما بين السطور، إذ يقيس العبارة على أفكاره وتجاربه هو، ويقول تتكلم عني، أو عن خصمي، لذا لا عجب متى اختلفوا في تصنيفه، فهم يختلفون في أصنافهم هم أنفسهم، أما المفكر والعالم فهما أضيق على تأويل العبارة، سطورهم تقود ولا تُقاد، ولا يرضى حرفهم أن يطرب سامعيهم، ثم تكون أفكارهم وآراؤهم في مأمن.